منصة الصباح

قدسية الوظيفة العامة

الاحد الاقتصادي

وحيد الجبو

إن مفهوم الوظيفة العامة وما تمثله من أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية ومن تحريك لدواليب الدولة الرسمية والقيمة المضافة للدورة الاقتصادية وضمان لحاجات أفراد المجتمع وبناء لدولة الخدمات من خلال الموظف العام وتعزيز هذه الخدمات ودفع الإنتاج لدرجات عالية من الكميات والجودة بالموظف بالقطاع الخاص .

ولكن لا يزال الادراك والوعي بعيداً عن ثقافة المجتمع ويتم التعامل مع الوظيفة العامة وكأنها متاع أو غنيمة وتسلط ونفوذ . ذلك ان الوظيفة تكليف وليست تشريفا أو استغلال فرص وابتزاز .

ومن هذا الواقع الخاطىء أصبح الكثير من الناس ينظرون أن الانخراط في الوظيفة هو حق مكتسب حتى لو كانت لديه مصادر أخرى بديلة للعيش وأصبح التضخم الإداري معضلة تواجه أساس الاقتصاد الليبي ومرهقة لادائه بدل قوة لآرائه خاصة الرقم الخيالي من القوة الوظيفية التي أصبحت من أكبر حالات التضخم الوظيفي في العالم .

أما نظرة المجتمع إلى الموظف العام حسب العقلية الذهنية السائدة والتعامل معه فلم تصل إلى مستوى التقدير للعامل النشيط لغياب مفهوم الوظيفة العامة من الثقافة العامة بما ينعكس على موقعه في السلم الاجتماعي ودوره في الحياة العامة و الخدمات التي تقدمها الخدمة العامة وفقاً لقيم المجتمع الليبي .

وكان التصرف في الإدارات والمؤسسات العامة من قبل الكثيرين ممن يتولون المناصب والمسؤولية وكأنها اقطاعيات للأفراد والعائلات والقبائل والقوى السياسية بل حوافز يتم تقاسمها بالتوافق أحياناً أو بالنزاع ومن ثم ضمها لأملاكهم والتصرف بها لمصالحهم الخاصة والغاء واستبعاد المصلحة العامة وما يتضمه مفهوم المرفق العام أو القطاع العام و الذي اقيم لخدمة كل المواطنين ومن منطلق المساواة بين المواطنين ينتمون إلى المفترض دولة المؤسسات والقانون وقدسية الأملاك العامة والمحافظة عليها ولم يتم مقاربة مفهوم دولة القانون بما ينطوي عليه من خضوع الحاكم والمحكوم في تصرفاتهم وسلوكهم وفي أعمالهم إلى احكام القانون واحترامه وتطبيقها وعدم الخروج عليها أو التفاخر في مخالفة القوانين واعتبار ذلك مصدر قوة ومدعاة للتباهي تحت كل الظروف ولم يتم التوصل بعد إلى تحييد الإدارة عن السياسة والمصالح الشخصية وابعادها عن الصراعات والنزاعات بمختلف توجهاتها بل يتم استخدام المناصب الإدارية كسلاح وأداة قوة و يزج بالموظفين والمواطنين في اتونها فتقع الإدارة الليلية كأولى ضحاياه.

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …