قد نتفق، وعلى الأرجح لا نتفق مع طهران حول ما تُصدره، أو ما تُصادره من أفكار.
ولكن لنخمّن بعيدًا عن هذه السردية من الأخذ والرد.
ولنفترض أن علاقة إيران مع إسرائيل سمنٌ وعسل، “وسفير رايح.. سفير جاي”.
فهل يمكن أن تتعامل إسرائيل مع إيران كعدو أول، بل ووحيد؟
وهل ستجد إيران كل هذه العداوة الأمريكية، والغربية، وحتى العربية؟
وهل ستزاول دول الخليج هذا الاستعداء للجار الإيراني؟
كعالم عربي في عقيدتنا العسكرية، والسياسية، وأكثر من ذلك الثقافية، إسرائيل عي عدو.
وفي الحقيقة، لا يوجد بلد عربي واحد على عداء مع إسرائيل، أو أن إسرائيل على عداء معه.
البلاد العربية على عداء مع نفسها قبل أي بلد غير عربي.
فهل تتطوّع عاصمة عربية واحدة بقطع علاقتها مع إسرائيل احتجاجًا على حرب الإبادة في غزة، مثل كولومبيا، أو هندوراس؟
مصر الشقيقة الكبرى، التي تتكدّس رائحة شواء أطفال غزة في أنفها، لم تمنع زورق إسرائيل من المرور عبر قناة السويس لضرب اليمن.
ومصر الشقيقة الكبرى تمنع مرور قافلة تضامن مع أهالي غزة قبل أن تصل مساعد بألف كيلومتر، وليس رفح.
ونسمع عن عمل عربي مشترك، وجامعة عربية، واتفاقية دفاع مشترك، والقضية المركزية، وباقي المستحضرات من طراز “أزحن دحن بوه”.
الرئيس الأمريكي يتكلم عن غزة بغير فلسطينيين، وهو في رحلة صيد مالي بالصحراء العربية، ويعود بشباك محمّلة بخمسة تريليونات دولار!
ومليون تنهيدة طالما أن أمريكا لم تُصدر قرارًا بحظر انتشار التنهيد