منصة الصباح

في صحة حماية المدنيين!

بوضوح

بقلم / عبد الرزاق الداهش
كم تحتاج فاتو بنسودا المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية إلى رقبة من طرابلس، كي تلتفت لمدنيين يموتون كل يوم في هذه المدينة؟
كم تحتاج المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية لبيت يحترق في طرابلس، وإلى قلب تشتعل فيه النيران بهذه المدينة لترفع البطالين من على ضميرها المهني؟
لقد سئمنا من تقاريرها المكررة، ومن تعبيراتك المملة عن عدالة عدم الإفلات من العقاب.
خمسة عشر قتيلا في بحر أقل من ثلاثة أيام، جريرتهم الوحيدة أنهم من سكان طرابلس، في زمن السريالية الدولية، وكذبة المجتمع الدولي، والولاية الإنساني.
فما لم يفعله هولاكو، ولا إيفان الرهيب، ولا نيرون، يرتكبه دراكولا ليبيا في عاصمة ليبيا وفي هذه العشرية الثاني من القرن الواحد والعشرين.
وما لم تفعله داعش، ولا القاعدة، ولا بوكر حرام يفعله قتلى اعدموا ضميرهم، وأخذوا يرشقون سكان طرابلس بصواريخ الجراد، وقذائف المدفعية، ثم يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة ضحاياهم.
ثلاثة ملايين ساكن في طرابلس، لا يعرفون هل سوف يدركون مدفع الإفطار، أم سوف يدركهم مدفع الموت، صواريخ عمياء، لا تفرق بين كبير وصغير، أو بين رجل وامرأة.
ماذا لو كان لدى هؤلاء القتلى، قنابل النابالم، أو صواريخ مزودة برؤوس نووية، مع هذه الشهية العالية للدم؟
وقبل أن نسأل بنسودا الغامبية في لاهاي، لماذا لا نسأل بنسوداتنا، من حكماء، وعقلاء، واعيان، وباقي القربج، فلا نريدكم ان توقفوا الموت، قولوا كلمة حق، حتى نصف كلمة لارضاء ضميركم.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …