متابعة / عبد السلام الفقهي
احتضن ببيت الثقافة بميزران مهرجان التميز والإبداع، الذي نظمته دار الثقافة والفنون والتراث السبت الماضي.
تضمن المهرجان عروضا فنية، ونماذج من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها مدن طرابلس و المناطق الوسطى والجنوب، بالإضافة إلى مادة أرشيفية متمثلة في صور لشخصيات أدبية وفنية واجتماعية تركت بصمة في المشهد الفكري بليبيا .
جاء المعرض بمشاركة مجموعة من المؤسسات الأهلية والجمعيات المهتمة بشؤون الفكر والتراث، کالجمعية الليبية للمكتبات والأرشيف، والمركز الليبي للدراسات التاريخية، وجهاز إدارة المدن التاريخية .
وقدم الأستاذ مفتاح سالم من سوق الجمعة بطرابلس، مرتديا الزي التقليدي، فكرة عن مضمون مشاركتهم التي شملت عرضا لبندقية (أبوحريبة) التي رافقت المجاهدين في حربهم ضد الاحتلال الإيطالي، وما يخص الخوذ والقبعات، وملابس عسكرية للجنود الإيطاليين أيضا، كذلك فخاخ تقليدية لصيد الطيور، وما يستخدمه الفلاح الليبي قديما من أدوات الحرث وجلب المياه وإعداد الطعام.
ويضيف زميله (الصيد النعمي) في تعليقه عن الجانب الأرشيفي في مشاركتهم :
إن المعروض هو جزء من تعداد يصل لأكثر من عشر آلاف صورة، تحوي مختلف مظاهر الحياة التقليدية المدينة طرابلس وسوق الجمعة تحديدا .
وتحدث الأستاذ ماجد الفزاني من جمعية مرزق للتراث والثقافة، عن بعض مسميات الأكلات الشعبية التي اشتهرت بها المدينة، كذلك المنتج السعفي، ودور نساء مرزق من خلال صناعتهن للأطباق والمراوح والبسط، ومقاعد السعف، كنموذج لمشاركة المرأة في مجال الحياة الاقتصادية بالمجتمع الصحراوي .
إلى جانب آخر.. أتحفت (فرقة مرزق للفنون الشعبية) الجمهور الزائر بمجموعة من أهازيج وأغاني الفن المرزقاوي الأصيل، وشكلت إضافة فلكلورية جميلة للمهرجان.
وتطرقت الأستاذة (عيشة بركة) من جمعية (تاورغاء أصالة للتراث ) في لقائنا معها إلى منتجات النخيل التاورغي من التمور والسعف، وأشغال يدوية من الصوف والأنواع المختلفة من البخور وعطريات الجسم، وأخرى عرائسية، تعبر في شكلها العام عن مكامن الإبداع التراثي وعراقة منابته بالمنطقة.
وتناول كل من سليمان دیدة رئيس جمعية (أمزاد لحفظ التراث التارقي)، وفاطمة سليمان العضو بالجمعية ملخصا للحضور النوعي للتراث التارقي بالمهرجان، متضمنا نموذجا للخيمة المصنوعة من جلد السودان، والسيوف والخناجر، وبعض الأدوات التي يحتاجها رجل الطوارق في شؤونه اليومية، يتصل به أيضا ما يخص مستحضرات التجميل والزينة التي تستعملها المرأة التارقية في المناسبات الاجتماعية والأعراس .
وشاركت الفنانة التشكيلية الأردنية هاجر الطيار بمعرضها الأول (قصائد من حصى )، يتضمن عدد من اللوحات الفنية باستخدام الحصى، تعكس جزءا من ملامح الحياة الليبية في مدن الساحل والجبل والصحراء، إلى جانب أعمال أخرى معبرة عن شواغل الهم الانساني، وترتكز على مفهوم الشراكة الوجدانية، في بث روح التفاؤل والنظر إلى المستقبل .
ولخصت الفنانة هاجر خلفيات اتجاهها للرسم بالحصى إلى فترات سابقة من التأمل والمشاهدة لفن الحصى عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، إضافة إلى تأثرها بتجربة الفنان نزار علي بدر، الذي أعطى لها حافزا لخوض هذه التجربة.