بقلم: د. المهدي الخماس
————
يامعالي الوزير، ياعمداء كليات الطب المنتشرة في ربوع ليبيا، ياأساتذة دكاترة في كليات الطب. التعليم الطبي السريري ليس نزهة في الجبل الأخضر. التعليم الطبي السريري هو مصير ابنك وحفيدك وابن اخيك وغيره. هو التشخيص والعلاج والخدمة التي ستتلقاها انت وعائلتك وأصدقائك. في هذا المقال أقصد تعليم الأطباء العالي.
وزير التعليم العالي عنده مليون مشكلة في رأسه وبالتالي يعتمد على الإدارة الوسطى وعلى المستشارين في إتخاذ الكثير من القرارات. أضاف مشكورا لجنة العمداء والتي استمرت ولكن بنشاط خجول فهي تحتاج الى تشكيل لجان فرعية مختلفة في المناهج وغيرها. بعض القرارات متضاربة يازملاء. ليس لديه إدارة متخصصة في التعليم الطبي. شئنا أم أبينا التعليم الطبي له خصوصياته. عندما يتخرج الطبيب من كلية الطب فهو ملم بقشور الطب ووظائف الأعضاء ويحتاج الى سنوات من التدريب والتعليم ليصبح أخصائي أطفال أو باطنة أو جراحة أو قلب أو غيرها.
عندما تختصر كل هذه السنوات في ماجستير جراحة في سنتين ياإخواني هذا يرقى الى مستوى الجريمة. الجريمة في حق طالب الطب وحق المريض وحق من أدويته وفتحت له فتنة هذا الباب القصير المؤدي الى الفشل. هذا الباب الذي يُنتِج عاهات ولاينتج أخصائيين ذوي جودة. ينتج من يحمل شهادة في ملف يجري بها الى الكلية ليصبح عضو هيئة تدريس. إن كان له ضمير فسيختفي خلف جراح لسنوات يتعلم منه وإن كان ضميره نائما فإنة سيتجرأ ويمسك المشرط ويبدأ في الأخطاء الطبية.
ياإخواني نحتاج إدارة للتعليم الطبي بالوزارة بها أطباء يفهمون أو على الأقل مهتمون بالتعليم الطبي يساعدون الوزير والدولة لكي تكون السياسات ث٨ابته وتكون القرارات غير متضاربة ونُصلح من شهادة مجلس التخصصات ونشترك مع وزارة الصحة في البرامج التدريبية الصحيحة ونبعد عن اختراع العجلات المربعة أمثال مدرسة جراحة المخ والأعصاب وغيرها.
ياإخواني الطبيب تائه والمريض تائه ويبحث عن أكسجين العلاج في تونس والأردن وتركيا وأنتم تشجعونه ليبيع أرضه وعرضه للسفر العلاجي. الدور عليكم وعلى أسركم ياعمداء وياوزراء ويامستشارين إن إستمريتم في فوضى التعليم الطبي وعدم الإنتباه الى مايجري في هذا المجال المهم. طبعا تدريب التمريض والعلاج الطبي ووو أمر اخر ويحتاج الكتابة عنه يوما ما. والنقاش مستمر كل خميس