حوار :ميار صلاح الدين
الفن هو القدرة على رؤية الجمال والإحساس به، حتى تلك التي تتسم بالبشاعة
- الفن أسلوب حياة لا ينحصر بين الفرشاة والألوان.
- الرسم والألوان بأنهما ” إضفاء حياة على كل ما هو باهت.
- الإنسان ابن بيئته، فهي المؤثر الأكبر فيه.
- أهدف للوصول لمستوى احترافي في تصميم الجرافيك والفن الرقمي.
- هرمونيا..هي لعبة بازل ثقافية، ترفيهية لتصميم أو رسم سلسلة مدن، ومدينة طرابلس هي الأولى.
في خضم السعي لمواكبة جُل تطورات الفنون، تستضيف الصباح في سياق محتواها هذا الأسبوع، صاحبة النظرة الأنثوية الفريدة التي جسدت الحورية طرابلس في لعبتها الشابة “فاطمة عبدالله”
وهنا تفتتح فاطمة الحوار قائلة عن جديد هرمونيا “أسعى لتجسيد المزيد من المدن محليا وعالميا ضمن مشروع اللعبة”..وتكمل فاطمة عن سبب اختيارها لمدينة طرابلس فتقول أن أصولها من ترهونة الخضراء لكنها ولدت وترعرعت في أرض عاصمتنا الساحرة طرابلس وتأثرت بما فيها من جمال.
وبذكر الجمال تقول فاطمة عبد الله للصباح عن الفن: الفن أسلوب حياة لا ينحصر بين الفرشاة والألوان، لأنني أستطيع من خلاله فهم ما يدور في نفسي أكثر كما أعتبره وسيلة اتصال بيني وبين الآخرين، الفن بالنسبة لي هو القدرة على رؤية الجمال والإحساس به في أصغر التفاصيل حتى تلك التي تتسم بالبشاعة.
وتصف فاطمة الرسم والألوان بأنهما ” إضفاء حياة على كل ما هو باهت، لمثل هذا وُجد الفن ”
وبالتطرق للمجال أخبرتنا أنه: لا يوجد سبب معين بالتحديد، لكنني أؤمن بأن كل مجال هو مهارة قابلة للتعلم.
وتنتقل فاطمة بالسرد من هذه النقطة عن بدايتها فتقول: كانت المرة الأخيرة التي تلامس فيها أصابعي القلم والألوان في حصة الرسم في المرحلة الإعدادية” وتضيف: “مثل العديد لم يكن لدي تصور واضح، فقبل دخولي إلى كلية الفنون والإعلام درست سنة في كلية الطب ومع حبي للعلوم إلا أني لم أشعر بانتمائي لهذا المجال، لذلك قررت تغيير مساري إلى المجال الأقرب لقلبي وهو الفن”.
وتكمل: لم أكن أعرف بداية ماذا أريد تحديدا حيث تخصصت في الخزف أولا، ومن ثم توجهت إلى التصميم الإعلاني، ومن هنا بدأت الرحلة، في السنة الأولى في الكلية كانت تجربتي مع الفرشاة مُحبطة فكانت المرة الأولى التي تمسك يدي فيها فرشاة لذا واجهت صعوبة في استعمالها بالشكل الصحيح وحتى فيما يتعلق بالاختيارات اللونية كان اختيار لون مع آخر مع تحقيق انسجام بينهما شيء لا أجيده، في منتصف العام الثاني لي في الكلية رسمت أول لوحة لي وكانت ضمن مشاركتي في المعرض الثاني لكلية الفنون والإعلام، خلال سنوات دراستي طورت العديد من المهارات مع الممارسة والتدريب البصري بالاطلاع على أعمال فنية باستمرار، وأصبحت أكثر قدرة على فهم ميكانيزم اللون، كون اختيار الألوان المناسبة هو أحد أساسيات نجاح أي تصميم وأي عمل فني بالإضافة إلى تكوين العناصر، وأيضا أصبحت قادرة على تمييز العمل الجيد من السيئ، كما استطعت خلق أسلوب خاص بي، وهذا الجانب الأجمل في الفن حيث هناك دائما مساحة واسعة للارتجال.
وبسؤالها من دعم فاطمة؟ أجابت: العائلة ورفيقة الدرب والأصدقاء المقربون هم الداعم الأول لي، كما تلقيت الدعم من الأستاذ الصديق القرني المشرف على المشروع وكذلك دعم كبير من الفنان التشكيلي محمد الخروبي.
وبمن تأثرت تقول..يصعب علي الإجابة على سؤال بمن تأثرت؟ وذلك لصعوبة تتبع الجذور الأولى، وتضيف.. بإيجاز الإنسان ابن بيئته، فهي المؤثر الأكبر، وإن سألتني عن الأشخاص، فإنه لا يوجد شخص بحد ذاته.
وتضيف: أما وإن سألتني عن قدوتي، فلا أؤمن بمفهوم القدوة..وتكمل فاطمة” وعن الشخصيات الملهمة، هناك شخصية استثنائية ذات حضور ملفت التقيتها مؤخرا في النسخة السادسة من معرض دواية للفنون وهو الفنان محمد الخروبي، شخصية رائعة، واسعة الأفق، يشبه فنه، يصعب أن تلتقيه ولا يترك في نفسك أثرا كما يصعب الحديث عنه في بضع كلمات، أستطيع أن أناقض نفسي وأخبرك بأنه قدوة، فلم أرى مثال أسمى يُقتدى به مثله فهو أب روحي بالنسبة لي”.
وحول تطلعات فاطمة عبد الله.. قالت..أهدف للوصول إلى مستوى احترافي فيما يتعلق بتصميم الجرافيك والفن الرقمي والتعمق أكثر فيما يخص الرسم.
وعن كيف مثلت هرمونيا فاطمة؟ قالت الجمال يستهويني، الفن عامة دائما قادر على رسم الدهشة على ملامحي، الفن التشكيلي، الفن التعبيري خاصة، الكتابة، والفلسفة.
عن هرمونيا..
قبل التوغل في الحديث عنها فأنا كما ذكرت سلفًا خريجة من كلية الفنون والإعلام – جامعة طرابلس.وبالتحديد قسم التصميم الإعلاني..وتكمل: أما عن هرمونيا فهي لعبة بازل ثقافية، ترفيهية اشتغلت على تصميمها مدة عام، فكرتي من المشروع هي تصميم أو رسم سلسلة مدن، وقد كانت المدينة الأولى طرابلس، ومن بعدها تحويلهم إلى لعبة puzzle ثقافية في المقام الأول تهدف إلى التعريف بالمعالم التاريخية والسياحية بجانب كونها ترفيهية، تتضمن اللعبة كروت ورقية تعرف بجذور وتاريخ كل معلم والحقبة التاريخية التي ينتمي إليها وكتيب تلوين لهواة التلوين وحتى أعطي لكل شخص الحرية في اختيار الألوان التي يفضلها ويجد فيها ما يعبر عنه.
أما وعن الاسم: فقد سميت اللعبة هرمونيا Harmonia بمعنى الانسجام، التوافق، التناغم.. وأخذا عن أساطير الميثولوجيا الإغريقية القديمة حيث توجد آلهة تسمى هرمونيا، وكان الشعار بالخط العربي من عمل الفنان التشكيلي الغني عن التعريف محمد الخروبي، كوني رأيت في الخط العربي إضافة جميلة إلى تصميم الهوية الخاصة باللعبة. وتضيف في هذا الصدد: بدأت الفكرة برسمها على ورقة A4 بتجميع معالم طرابلس الأشهر في عمل فني واحد وقد باءت المحاولات الأولى بالفشل إلى أن نجحت في نسجهم معا في لوحة مصغرة..و من ثم فكرت أن يكون العمل على ورقة أكبر حجما مع إضافة المزيد من المعالم، وبدأت في عملية رسمها على ورقة 70×50 ، وكان من الصعب تجميع معالم بزوايا هندسية مختلفة في عمل فني واحد في ذات الوقت الذي أستطيع فيه الموازنة بين العناصر وتحقيق انسجام واتزان فيما بينهم، لهذا السبب أخذ مني رسمها قرابة الستة أشهر إلى أن استقريت على الترتيب الأخير للمعالم، وقد ضم العمل خمسة وثلاثين معلما من معالم مدينة طرابلس.
وتكمل فاطمة: وحولت اللوحة إلى digital art واتبعت خطة لونية حيوية، استخدمت فيها نظرية الألوان، وكانت مزجا ما بين الواقع والخيال. أما بالنسبة للخطة اللونية الأخرى فكانت أقرب إلى الواقع.
وتختم فاطمة اللقاء برسالة موجهة إلى المرأة الليبية:
جملة أود توجيهها إلى نفسي أولا “الحقوق لا تعطى بل تنتزع” ودائما يسهل الكلام فأرى بأنه هناك ظروف وأوضاع معيشية ومعان…….