الصباح/ وكالات: أثار اكتشاف أطباء فرنسيون إصابة مواطن فرنسي بفيروس كورونا يرجع تاريخها إلى أواخر ديسمبر 2019، مكنة إعادة النظر في التسلسل الزمني لانتشار الفيروس في العالم.
وأفادت التقارير أن المريض – وهو رجل تم نقله إلى المستشفى بالقرب من باريس – يعد أقدم حالة إصابة مؤكدة لكوفيد-19 خارج الصين، حيث من شأن هذه الإصابة أن تغير الجدول الزمني للوباء، إذ لم يسبق له زيارة الصين.
ويشير ذلك إلى أن الفيروس كان ينتشر في أوروبا قبل أسابيع على الأقل مما كان يعتقد سابقا، وقبل أكثر من شهر من تفشي المرض في إيطاليا.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تعتبر هذه النتيجة خطوة حاسمة في تحقيق طبي عالمي ينظر في كيفية ظهور الفيروس في الصين وانتشاره اللاحق إلى الغرب.
وبدأ الأطباء في أوروبا والولايات المتحدة، وفقا للصحيفة، بتمشيط السجلات الطبية بحثا عن حالات إصابة بكورونا غير مكتشفة سابقا، على أمل أن تساعد هذه الجهود سلطات الصحة العامة على فهم ما إذا كان الفيروس ينتشر بسرعة بعد الإصابة الأولية، أو يستغرق وقتا للوصول إلى حجم قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من الوفيات.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن إيف كوهين – وهي طبيبة فرنسية ساعدت في الدراسة – قولها إن “الحالة الفرنسية تشير إلى أن الفيروس ربما كان منتشرا قبل شهور من إصابة المريض”.
وأضافت أن “الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن نفهم كيف يعيش الفيروس، وكيف ينتشر، لمحاربته بشكل أفضل. ويبدو أن الفيروس استغرق وقتا أطول مما كنا نعتقد في السابق في التحول إلى وباء”.
وذكرت الصحيفة أن الأطباء في الولايات المتحدة يفحصون الوفيات في الأشهر التي سبقت الوباء لمعرفة ما إذا كان هناك مرضى ماتوا بسبب حالات كورونا غير مكتشفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقصي كشف عن أن أول وفاة معروفة بفيروس كورونا المستجد كانت في 6 فبراير لامرأة في كاليفورنيا تبلغ من العمر 57 عاما.
وجاءت هذه الحالة قبل ما يقرب من 3 أسابيع من حالة وفاة أخرى اعتبرتها السلطات سابقاً الأولى في الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا.
ووفقا للصحيفة، قامت الدكتورة كوهين وأطباء آخرون في مستشفيين شمال شرق باريس بفحص عينات من المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى بأعراض تشبه أعراض الانفلونزا في ديسمبر ويناير.
وبعد استثناء عينات من المرضى الذين ثبتت إصابتهم بمسببات الأمراض الأخرى أو الذين ظهرت عليهم أعراض لا تتوافق مع كوفيد-19، تبقى للأطباء 14 عينة ليتم فحصها باختبار كورونا الجديد، وكانت نتيجة أحد المرضى في مستشفى جان “فيردير” إيجابية.
وقالت الصحيفة: “توجه المريض عميروش هامار إلى غرفة الطوارئ في 27 ديسمبر، بعد أن عانى من السعال والحمى والصداع خلال الأيام الأربعة السابقة، وكان يسعل الدم في الليلة السابقة، وتم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى ثم خرج من المستشفى بعد 3 أيام عندما تحسنت حالته. ومن ثم مرض اثنان من أطفال هامار، بعد أيام من والدهما، ولكنهما تعافيا أيضا في المستشفى”.
وأضافت الصحيفة: “يعتقد هامار والدكتورة كوهين أنه على الأرجح قد أصيب بالفيروس من زوجته، التي عانت من أعراض خفيفة في 20 ديسمبر، وهي تعمل في منصة بيع أسماك في شمال شرق باريس وتجذب زبائن دوليين بسبب قربها من مطار شارل ديغول”.
ونقلت عن الدكتورة كوهين قولها إن “زوجة هامار تعمل أيضا بجوار كشك السوشي الذي يعمل فيه أناس من أصل صيني، والذين يمكن أن يكونوا مصدر العدوى”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن حالة هامار هي أول إصابة يتم تسجيلها خارج الصين قبل شهر يناير.
وظهر الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في أوائل ديسمبر عندما بدأت السلطات الطبية الصينية علاج حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي الغامض.