تقرير: سيف الإسلام الطوير
مرة أخرى، يغيب المنتخب الوطني الليبي عن نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهذه المرة في نسخة 2025 التي ستحتضنها المغرب.
هذا الغياب لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل استمرار لسلسلة إخفاقات أصبحت عنوانًا مألوفًا في مشهد كرة القدم الليبية.
الأداء الباهت وفقدان الهوية
احتل المنتخب الليبي المركز الأخير في مجموعته ضمن التصفيات، لينهي مشواره بخيبة جديدة على أرضه، بعد فشله حتى
في تحقيق الفوز على منتخب بنين، الذي اقتنص بطاقة التأهل رفقة نيجيريا المتصدرة.
هذه الهزيمة الأخيرة على أرض ليبيا، وأمام جمهور لطالما حلم بمشاهدة “فرسان المتوسط” بين كبار القارة، جاءت لتؤكد
عمق الأزمة التي يعيشها المنتخب.
منذ سنوات، يعاني المنتخب من غياب الهوية الفنية والاستراتيجية الواضحة. لا رؤية للمستقبل، ولا استثمار في المواهب
الشابة، ولا حتى ثبات في الجهاز الفني الذي يتغير مع كل إخفاق. كل هذا أدى إلى منتخب بلا روح، غير قادر على المنافسة
في البطولات الكبرى.
شماعات الفشل… والحقيقة المؤلمة
في كل مرة، نجد أعذارًا تعلق على شماعات الظروف: نقص الإمكانيات، ضعف البنية التحتية، المشاكل الإدارية، وأحيانًا سوء
الحظ. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن الكرة الليبية بحاجة إلى ثورة شاملة.
بدنيًا: الفريق يعاني من ضعف واضح في اللياقة البدنية مقارنة بمنتخبات القارة الأخرى.
مهاريًا: غياب العمل القاعدي على صقل المواهب أدى إلى نقص اللاعبين القادرين على صنع الفارق.
فنيًا: التغيرات المستمرة في الجهاز الفني والافتقار إلى استقرار تكتيكي ينعكس سلبًا على الأداء.
إداريًا: النزاعات الداخلية وعدم التخطيط الإداري السليم يلعبان دورًا محوريًا في هذا التراجع.
الجماهير بين الحلم والواقع
لطالما كانت الجماهير الليبية القلب النابض للمنتخب، تحملت الصبر والإحباط وتشبثت بالأمل.
لكن مع توالي الإخفاقات، بدأ الإيمان بقدرة المنتخب على العودة يتلاشى. كيف يمكن لجمهور أن يثق بمنظومة لا تقدم له
سوى الوعود الزائفة؟
ما الحل؟
1. إعادة بناء المنتخب: التركيز على الفئات السنية والمواهب الشابة، ومنحها الفرصة للتطور على المدى البعيد.
2. استراتيجية طويلة المدى: وضع خطة تمتد لسنوات، تعتمد على تطوير البنية التحتية والتكوين المستمر.
3. الاستقرار الفني: اختيار مدرب كفء ومنحه الوقت الكافي لبناء فريق متماسك.
4. إصلاح إداري شامل: القضاء على الفساد الرياضي ووضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار.
كلمة أخيرة
المنتخب الليبي لا ينقصه العشق الجماهيري ولا المواهب الكروية، لكنه يفتقد إلى القيادة والرؤية.
إلى متى ستظل كلمة “الفشل” هي العنوان الرئيسي لمسيرة “فرسان المتوسط”؟ حان الوقت للوقوف وقفة جادة من أجل
مستقبل الكرة الليبية، وإعادة الأمل لجمهور يستحق أن يرى منتخبه ينافس في أكبر المحافل.
الطريق طويل، لكنه يبدأ بخطوة جريئة وشجاعة.