منصة الصباح
زيت الزيتون
زيت الزيتون

غياب الدعم والغش يهددان جودة زيت الزيتون الليبي

استطلاع / عواطف بن عمارة

زيت الزيتون الليبي لا يحتاج تدليلاً على جودته، فالجوائز العالمية التي نالها تؤكد ذلك، والتهافت الكبير على اقتنائه يظل قائمًا رغم ارتفاع أسعاره.
هذا الارتفاع هو ما يقف حائلاً دون انتشار الزيت في الأسواق المحلية والذهاب خارجًا للمنافسة.
وفي ظل ارتفاع الأسعار وتفاوت الجودة وغياب الرقابة، يقدّم أصحاب المعاصر رؤيتهم حول واقع هذا القطاع الحيوي، مسلطين الضوء على جوانب الجودة والعقبات التي تعترض مراحل الإنتاج والتسويق.

رصد محاولات لخلط زيت الزيتون بزيوت أرخص
رصد محاولات لخلط زيت الزيتون بزيوت أرخص

بين الطلب والجودة
يقول المواطن «الهادي الزين» إن أسعار زيت الزيتون في الموسم الحالي تتراوح بين 27 و30 دينارًا للتر الواحد، موضحًا أن الأسعار تختلف بحسب السوق ونوعية المنتج.
ويؤكد أن الزيت الليبي يتميز بجودة عالية جعلته مطلوبًا حتى في الأسواق الأوروبية، مشيرًا إلى أن كميات منه تُباع في فرنسا، بيد أنها تُسوَّق على أنها تونسية المصدر، “ما يعكس ضعف الاهتمام بالعلامة الليبية رغم جودتها”.
لكنه يُحذّر من ممارسات غشّ تشهدها بعض المعاصر، حيث يتم خلط زيت الزيتون بزيوت أرخص مثل زيت الذرة، مشيرًا إلى أن ذلك يسيء لسمعة المنتج المحلي ويُلحق ضررًا بالمستهلك.

هشام الأمين
هشام الأمين

تحديات كبرى
يكشف «هشام علي الأمين»، وهو صاحب إحدى المعاصر، عن التحديات التي تواجههم، بدءًا من نقص وقود الديزل اللازم لتشغيل الآلات وغياب أماكن مخصصة للتخلص من الفضلات (المرجين)، ما يشكل عبئًا بيئيًا وصحيًا.
كما يئن أصحاب المعاصر من ارتفاع أسعار قطع الغيار وندرتها في السوق المحلي وعدم وجود رقابة فعالة تحمي المستهلك وتضبط ممارسات الغش.
ويشير إلى أن معاصر كثيرة تضررت بسبب غلاء تكاليف الصيانة، مؤكدًا أن ارتفاع أسعار قطع الغيار أصبح من أهم أسباب زيادة تكلفة الإنتاج، وبالتالي ارتفاع أسعار بيع الزيت.

الديزل وتكاليف الصيانة أكبر كوابيس أصحاب المعاصر
الديزل وتكاليف الصيانة أكبر كوابيس أصحاب المعاصر

غياب الدعم
بيد أن الدعم هو المعضلة الكبيرة التي يعانيها هؤلاء، حيث يرى «هشام الأمين» أن الدعم المقدم من جهاز تنمية الصادرات لا يزال محدودًا ولا يلبي احتياجات أصحاب المعاصر بالشكل المطلوب. ويطالب الدولة بتقديم اعتمادات مالية لتوفير قطع الغيار بأسعار مناسبة، وتسهيل دخول المعدات الحديثة لدعم تطور القطاع.

حماية الزيت الليبي
حديث «هشام الأمين» يتساوق مع رأي عام أصحاب المعاصر، الذين يطالبون بمزيد من الاهتمام ودعمهم إزاء التحديات الجسام التي تقابلهم.
على المقلب الآخر، يؤكد المواطنون أن زيت الزيتون الليبي يظل مطلبًا لا يداني، نظير جودته الكبيرة، محذرين في هذا الصدد من مآلات غياب الرقابة وارتفاع تكاليف الإنتاج وممارسات الغش، والتي تمثل تهديدًا لهذا المنتج.

شاهد أيضاً

طرابلس القديمة:تاريخ ينهار وحياة في خطر

طرابلس القديمة: تاريخ ينهار وحياة في خطر..

استطلاع: عفاف التاورغي تصوير: عمر النجار في طرابلس القديمة، يتحوّل المطر من نعمة إلى كابوس …