بوضوح
عبد الرزاق الداهش
طابور طويل من الشاحنات الليبية يمتد لنحو عشرين كيلو مترًا بمنفذ رأس جدير، أو رأس الخير (بالنسبة للجنوب التونسي).
شباب ليبيين متبهدلين لأكثر من يومين في انتظار تكرم السلطات التونسية بفتح المنفذ من الجانب التونسي.
هناك غير معنى واحد لهذا الجسر من شحنات النقل الذي لا ينقطع على مدار اليوم.
فهو يعني آلاف الاطنان من السلع التونسية سوف تدخل السوق الليبي.
وهو يعني ملايين الدولارات سوف تحسن الاحتياطي التونسي من العملات الصعبة في ظرف تونسي صعب.
وهو يعني فرص عمل لآلاف من التونسيين، في قطاعات الصناعة، والفلاحة، والتجارة، والخدمات، وفي وقت تشكل فيه البطالة مشكلة تونس الأولى.
إغلاق المنافذ من قبل ليبيا كان لأسباب وبائية تتعلق بالتصدي لفيروس كورونا، ويحب ان يتفهم الشارع التونسي ذلك، فالإغلاق يحدث حتى بين مدينة، وأخرى.
استمرار الإغلاق غير مفيد بالنسبة لليبيين، ولكنه بالنسبة للتونسيين أكثر ضررا وهذا ينبغي ان يكون واضحا للحاكم التونسي.
السياسة هي فن إدارة المصالح، أما المكابرة فهي لن تدخل دولارا واحدا على المالية التونسية، ولن تحل مشكلة عاطل واحد.
المغاربة كانوا أكثر استفادة من التجارة البينية مع الجزائر، ولكنهم أصروا على إغلاق الحدود البرية ذات مكابرة، ثم بقوا ثلاثين عاما يحاولون مع الجزائر إعادة فتحها.
من يغلق رأسه لا ينتظر من الآخرين فتح قلوبهم.