بلا ضفاف
بقلم / عبد الرزاق الداهش
كم من التهم رميناها على ظهر الدكتور غسان سلامة، الرئيس السابق للبعث الاممية للدعم في ليبيا؟
قلنا أنه عميل لامريكا، وعميل لفرنسا، والامارات، وقطر، وبريطانيا، وربما حتى زمبابوي.
ونسينا أن نوجه إليه تهمة لن يرفضها، وهي العمالة لصالح الشعب الليبي.
جميعنا يصف الرجل الرجل بالمتحيز، فمن في شرق يرونه مع الغرب، ومن في الغرب يرونه مع الشرق.
تعاملنا مع الدكتور بمنطق من ليس معي فهو على خطأ، وضد ليبيا، وحتى الله.
الرجل حاول أن يضع القطار الليبي على سكة ليبيا، ولكنه مرة لم يجد السكة، ومرة لم يجد القطار، وفي أغلب المرات لم يجد لا القطار ولا السكة.
جاهز لإعادة تدوير من هم جزء من المشكلة ليكونوا جزء من الحل، وانتقل بين كل مدن ليبيا، ومرابيعها.
استمع استاذ العلوم السياسية في السربون، لمن يساوي، ولمن لا يساوي، وتنقل حتى بين سواتر المحاربين، لإيقاف نزيف الدم المجاني.
عمل على الملتقى الجامع، حشد له أطراف، ودول، لكن قبل ظهور الدخان الأبيض من غدامس، ظهر الدخان الاسود من جنوب طرابلس.
أحرق سلامة دمه وهو يطوف بين العواصم، والقارات، لإيقاف الحرب، فلم يسمعه الأمريكان. أما الروس فقد أغلقوا في وجهه الخط.
اجرى الرجل جراحة قلب مفتوح، وبدل أن يأخذ فترة نقاهة مهمة، عاد لملف ليبيا الأهم، ولكن كانت مرارة الخذلان أعنف من كل جراحات القلب.
قبل نصف ساعة من مؤتمر الصحفي كان فم الدكتور ينزف دما، رفض تأجيل المؤتمر، وتكلم بكل حرقة، على كل الخذلان، ورمى استقالته في وجه عالم منافق، وسخيف.