في شهادة مؤثرة نشرها مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة، كشف عن تفاصيل مؤلمة للحياة اليومية في القطاع، مُقدمًا صورة صادمة للواقع من وجهة نظر صحفي ووالد ونازح.
تحت عنوان “كل صباح في غزة هو محاولة جديدة للعيش”، يروي المراسل كيف تحولت الحياة إلى صراع يومي من أجل البقاء في ظل استمرار الحرب.
منذ تدمير منزله في نوفمبر 2023، أصبحت الخيمة هي المأوى الوحيد لعائلته. يصف المراسل الحياة بأنها “بسيطة ومأساوية إلى حد التطابق”، حيث أصبح الحصول على رغيف خبز والطهي على الحطب هو أسلوب حياة مفروضًا.
طفولة مسروقة وحياة في خطر
يتحدث المراسل بمرارة عن ابنه “أيهم” الذي لم يكمل عامه الرابع عشر، وكيف سرقت الحرب طفولته وحملته عبئًا أكبر من سنواته، حيث أصبح يسعى خلف الماء والخبز.
وفي الوقت نفسه، تحاول زوجته أن تخلق “واحة من الأمل” لأطفالهم الآخرين، “سوار” و”صبا”، من خلال التعليم عبر الإنترنت المتقطع، بينما لا يعرف أصغرهم، “مؤمن”، البالغ من العمر أربع سنوات، سوى صوت الانفجارات.
يصف المراسل حالة الخوف التي تملأ كل مساحة بين الخيام، وكيف أن النازحين ينامون وهم غير متأكدين من استيقاظهم في اليوم التالي. ويؤكد أن هذا “الخوف الذي لا يُرى” هو الحقيقة اليومية التي لم يفهمها العالم بعد.
أرقام وإحصاءات تؤكد الكارثة الإنسانية
وفي ختام شهادته، أرفق المراسل مجموعة من الأرقام والإحصاءات الصادمة التي تكشف حجم الكارثة الإنسانية في غزة، والتي تجعل القصص المروية ليست مجرد حكايات فردية، بل انعكاسًا لواقع شامل:
التعليم: أكثر من 625 ألف طفل محرومون من التعليم، مما يهدد مستقبل جيل كامل.
الصحة: 85% من المستشفيات خارج الخدمة، مما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
النزوح: أكثر من 85% من السكان نازحون داخليًا، ويعيشون في مساحة لا تتجاوز 12% من القطاع.
التغذية: مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، حسب تقارير برنامج الأغذية العالمي.
تعليق على ما نشره المراسل
تُعد شهادة مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة وثيقة إنسانية بالغة الأهمية. إنها ليست مجرد تقرير، بل هي صرخة من قلب المأساة، تخرج عن الأرقام الجافة والبيانات الرسمية لتنقل الألم الإنساني الفعلي.
ما يميز هذه الشهادة هو قدرتها على الجمع بين التجربة الشخصية والتحليل المهني، حيث يروي الصحفي قصصًا من حياته وحياة عائلته، في حين يربطها بإحصاءات الأمم المتحدة الرسمية.
هذا المزيج يجعل النص أكثر إقناعًا وتأثيرًا، ويجبر القارئ على رؤية الأزمة بعين النازح والأب الذي يكافح من أجل أطفاله.
إن دعوته “لإنقاذ القصص من الموت” هي تذكير بمسؤولية الإعلام والعالم أجمع تجاه ما يحدث في غزة.
فبينما يستمر الصراع، تبقى هذه الشهادات هي الضوء الذي يفضح الظلام، ويؤكد أن كل رقم في الإحصائيات هو إنسان بقصة وحياة كاملة.