منصة الصباح

غربة.. براءة الكتابة الأولى ..لجين هويدي

عبد الحكيم كشاد

قد أغفر للجين صغر سنها ولكني أبارك فيها كل الجرأة وهي على عتبة سن مبكرة لمجرد التفكير في كتابة رواية السن التي يحدث فيها أثر العين الأول غالبًا في تتبع الكتابة الإبداعية قبل وضع مداميك حرفة الكتابة كشرط لنهوضها من رحم معاناة أن توجد  لكن رواية غربة بعد سنوات نضج كافية ستمد لسانها للجين بطفولة تناغي سنوات عمرها الفتية الأولى، وحينها تكتشف لجين مسؤوليتها في كتابة رواية أخرى مغايرة تتجاوز فيها غربة كنص لتكتمل فيها تجربتها لغة وجمالاً وإبداعًا ..وأنا هنا لا أتحدث عن الرواية في موضوعها ولكن لكونها تجربة في الأساس تعتاش على حياة مبدعها في سرد الممكن بواقع تجاربهم وفيما يواجهون من خلال الحياة من أفكار وصراع وقيم ورغم أن هناك الكثير من إشكاليات الرسم في اللغة والسياقات التي كتبت بها الرواية فالموضوع برمته لا يتعدى سقفه أثر العين في إكتشاف إشراقات براءة الكتابة الأولى وبهجة حضور سنوات تكتشف فيها فتاة في عمرها دائرتها الأولى من محيطها المدرسي إلى البيت والأصدقاء بالضرورة من حيث النظرة البسيطة التي تبدو فيها لحظة التآسي لفقد الأب «الشفقة» لا تقبلها ! ..هذا الضعف وتلك الشفقة هما في ميزان الواقع توازن حتى لا ترجح كفة عن أخرى خوفًا من السقوط في دائرة الوحدة ..

ذلك المصير الذي يعيشه الوجود الانساني على مستوى أفراده كأنه قدره الذي يوصم به ويعيش الأنسان عمره وهو ينحت تفاصيل هذا التواصل بالآخرين، قد يفلح وقد يفشل المهم ألا نكون وحيدين في عالم يرانا بعين واحدة، العين الثانية هي دعم نتلقاه من الآخرين في هذا العالم الذي نتقاطع معه شئنا أم أبينا ولا تبرير لتصرفاتنا إلا من خلالها . لعل الطراوة والدفء الطفولي لمن هنّ في سن لجين كي نرى بعيونهن كيف تبدو الأشياء وكيف يكتشفن ما حولهن . هذا الاكتشاف تبدو طفولته ما وراء النص من الشفافية ما يبرر كل شيء حين يتقاطع مع الحلم في طراوته وتلك لذة الكتابة الأولى.

شاهد أيضاً

الأولمبي يبدأ رحلة المهمة الصعبة بالمنافسة على سداسي التتويج

بدأ فريق الأولمبي رحلة التحضيرات الجادة بالدوري الليبي لكرة القدم من أجل المنافسة على حجز …