منصة الصباح

غدا‭.. ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمعاقين‭.. ‬

الثالث من شهر ديسمبر من كل عام يحتفل العالم بيوم ذوي الإعاقة والذي تم الإعلان عنه سنة 1992 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لأجل تعزيز حقوقهم في جميع الجوانب. السؤال الذي يطرح نفسه: هل بالفعل تحصلت تلك الشريحة على كامل حقوقها في كل الدول؟. وهل هي من ضمن الخطط الخاصة بالتنمية الشاملة المنصفة والمستدامة؟.

غداً سيكون الاحتفال في صالة مغلقة، مشددة الحراسة، وسيرتدي المسؤولون البدل وربطات العنق، وستُلقى الكلمات على مسامع الجميع، وستخصص المنصة والصفوف الأمامية لهم، وسيكون جزء منها لذوي الإعاقة يصطفون بكراسيهم للتزيين مع المسؤولين الذين لا يعترفون بتلك الشريحة إلا بعد أن يحققوا نصيبا من الفوز الذي به يعلو اسم الدولة الليبية في المحافل الدولية. سنوات مضت، ورحلتي معهم قاربت العقد والنصف من الزمن تقريباً، تمنيت أن أسمع مرة في الاحتفال بيومهم العالمي، أو ترصد عدستي إنجازات ساهمت في تفعيل حق من حقوقهم، فالكل يتمنى أن يكون يوم 3 ديسمبر هو يوم استعراض أو عرض إنجازات الجهات المسؤولة لفترة سنة مضت وماحققته في سبيل تقديم الراحة لهم .

كنت أتوقع أن تختفي تلك الشعارات التي تحمل حلمهم البسيط ومطالبهم المشروعة ( أعطوني حقوقى أو خذوا إعاقتى، من حقى أن أتعلم ) وغيرها من الشعارات التي مازالت حلماً يراودهم . بمناسبة الاحتفال الذي سيكون غداً وصلتني أكثر من دعوة ولن أتواجد لأنه لم يعد وقتي يسمح بتسجيل ورصد كلمات مُعدة مسبقا يلقيها مسؤول قدم وعودا لم يف بها.دعوة واحدة سأتواجد بها وصلتني ممن أطلقوا على أنفسهم (قادة الوصول والتواصل ) والذين هم بالفعل قادة، وما حققوه لم تحققه إدارة تتبع للدولة مسؤولة عن تقديم الخدمات لهم نبارك لمجموعة القادة خطواتهم التي أنجزت في وقت قصير، حتى يومهم المخصص للقائهم ومتابعة مطالبهم وحقوقهم لم يكن من ساعات يوم عطائهم للدولة فكان يوم السبت لقاؤهم، وفيه سجلت خطوات نجاحهم .

احتفالهم وإنجازاتهم سيتم التأكيد فيه لنا عن كذب ما تعلمناه في صغرنا (العقل السليم في الجسم السليم)، وأنه ليس بالضرورة أن يكون العقل السليم في الجسم السليم، فبالأجسام غير السليمة والتي تحمل إعاقة عقل سليم، كما أن العقل الذي نظنه أحيانا غير سليم ويحمل إعاقة دهنية يبرهن لنا أنه هو القادر على العطاء ويساهم في بناء الوطن، ولا يمكنه خذلانه أو سرقته.ما يؤسفني هو من يتسلق بأقدام سليمة وعقل مريض على سلم احتياجات ذوي الإعاقة؟.

رسالتي للمسؤولين: هل يمكنكم الاستغناء عن كراسيكم وإزاحتها من المنصة، وترك الفرصة لهم لخدمة البلد؟.. و بالإمكان أخد كراسيكم معكم لأنهم يمتلكون كراسيهم المتحركة بأمر من ضمائرهم الحية اليقضة، والتي ليست كضمائركم الميتة ورغباتكم المادية الحية!.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …