تقف القصور التاريخية بمدينه غدامس شاهدة على عصور متعاقبة من القوة والحماية والإبداع المعماري.
فقد نشأت المدينة القديمة على أساس قصور محصنة شُيّدت في مواقع مرتفعة لحماية السكان من الغزوات، مثل قصر “إنونو” وقصر “النادر” و”شهوان”، والتي تحولت بمرور الزمن إلى نواة تجمعات سكنية شكلت المدينة.

ومن أبرز هذه المعالم قصر “مقدول” الذي يعود إلى تحصينات الإمبراطور الروماني كركلا، والذي كان جزءًا من نظام إنذار متطور يقوم على إيقاد النيران ليلًا أو إطلاق الدخان نهارًا لتحذير القصور المجاورة من اقتراب العدو.

الهندسة الدفاعية الفريدة لهذه القصور، بأبوابها المخفية ومواقعها الحصينة، عكست مستوى متقدمًا من التخطيط العمراني، إضافة إلى دورها في تخزين المؤن وتأمين الملاجئ وقت الحروب. كما تنوعت أساليب البناء بين الطراز الجرمي القديم، والعمارة الرومانية الصحراوية، واللمسات الإسلامية التي ميّزت المدينة القديمة، وصولًا إلى القصور الحديثة ذات الطابع المزدوج بين غدامس وطرابلس.

ويؤكد خبراء الآثار أن هذه القصور تمثل كنزًا سياحيًا وتراثيًا يمكن استثماره عبر تحويلها إلى متاحف ومزارات، بما يحفظ ذاكرة المدينة ويبرز قيمتها التاريخية والحضارية أمام العالم.