منصة الصباح

اطلبوا اللجوء السياسي في غات!

هناك مدنٌ جميلة نذهب إليها، ونتعلّق بها،
ولكن أجملُ منها تلك المدن التي تجيء إلينا.

غات من طراز هذه المدن الأجمل، التي تأتي كصورةٍ رائعة، تتعلّق بالأذهان.

إنها واحةُ الاستقرار والوئام في صحارى التوتّر والانقسام.

في عام 2011، التقى من هم مع فبراير، ومن هم مع سبتمبر، وتم إنزال العلم الأخضر من أعلى سارية في المدينة،

وجرى رفع علم الاستقلال بديلاً عنه، في مراسم احتفائية، وبحضور واسع من الجميع.

لا تشفي، ولا شماتة، ولا تخوين، ولا تكفير، ولا شيطنة، ولا تفوّق، ولا أي مفردة من قاموس الكراهية والضغينة.

في كل مناسبة سبتمبرية، في غات يحتفي فيها أنصارُ سبتمبر، ومعهم أنصارُ فبراير.

وفي كل مناسبة فبرايرية، بالمدينة يحتفي أنصارُ فبراير، ومعهم أنصارُ سبتمبر.

لا فريقٌ يحتفل نكايةً في الآخر، ولا أحد يزدري أيّ مظهرٍ فرائحيّ للآخر، ولا معسكر “مع”، ولا معسكر “ضد”.

هناك ثوابت، وهناك متغيّرات، أي أنّ هناك مشتركاتٍ تجمع الكل، واختلافاتٍ لا تفرّقهم.

وعلى قول أحد حكماء الطوارق:

“الرأي لا يُفسد ما بيننا من خبز وملح.”

قد تكون تدرّغيا، أو تيباوياً، أو عربياً، فالمشترك الأقوى هو أنك ليبي.

وقد تكون يسارياً، أو يمينياً، أو ماركسياً، أو ليبرالياً، فالجامع الأهم هو أنك ليبي.

وهناك مقولة تابوية تقول:
“الحياة لا تفتح أبوابها لمن أغلق قلبه.”

ومقولة تارغية تقول:
“من لا يعرف كيف يعيش مع المختلف، سيعيش وحيداً في داخله أولاً.”

قد تهاجر الأقدام نحو الشمال، ولكن الأقلام عليها أن تتجه نحو الجنوب،

صوب غات، حيث شجاعة التنازل، وفضيلة التسامح، وصوت الحكمة، وقيم التنوع الخلاق، والمواطنة.

شاهد أيضاً

شحات.. لؤلؤة الآثار الليبية التي تنزف بصمت

نفيسة حمزة في أعماق الشرق الليبي حيث يتعانق عبق التاريخ مع نسائم الجبل الأخضر…هناك… تستريح …