منصة الصباح

عيد الأم ليس يوم

الأمهات لحياتنا أعياد متصلة غير منفصلة كل الساعات والأيام والشهور والأعوام ، والأمهات أوطان عظيمة وشمس تشرق على بناتهن وأبنائهن ، وقمر ينير بيوتهن ونبع الحنان وحضن الآمان ، الأمهات تجري من تحت أرجلهن الأنهار ، وكالغيث تفعلن ما تفعله الأمطار ، الأمهات جنات الحياة ، دعاؤهن حماية وأمل .

حفظ الله أمهاتنا ومتعهن بالصحة والعافية والسعادة وراحة البال ، ورحم الله وغفر لمن توفاهن الله وفي الفردوس الأعلى ان شاء الله ،

كل ساعة وكل يوم وجميع الأمهات بخير ، وأعان الله كل الأمهات العاملات ، ومربيات الأيتام ، والامهات العائلات لأهلهن ، ولكل أم تضحي من أجل ابنائها ووطنها تربي وتعلم وتطبب وتعمل وتزرع وتصنع وتسوس وتقود وتخترع ، وأولهن أمي العظيمة ، وجميع الأمهات الليبيات الفضليات العظيمات أطال الله عمرهن ومتعهن الله بالصحة والعافية والسعادة ..

الأمهات الليبيات عانين الكثير عقودًا طويلة ، وإلى سبعينات القرن الماضي تعرضت الكثير من الأمهات للوفاة ، وفقدن الكثير من المواليد لعدم وجود خدمات صحية ولا رعاية طبية ومعظمهن ولدن في منازلهن المتواضعة ، بدون رعاية ومتابعة حمل سابقة ولا تحصين وتمنيع ضد الأمراض ، لعدم وجود مستشفيات ولا وجود لأطباء وطبيبات نساء وتوليد ، وعانين أمهاتنا الفضليات العظيمات من الأمية والفقر والجهل وقمن بأعمال عظيمة ، وأنجبن أجيال من العلماء والأطباء والمهندسين والخبراء والطيارين والمعلمين والأدباء والمفكرين والإعلاميين والصحفيين والصناع وحراس الوطن وحماة الأمة ، هؤلاء هن أمهاتنا الكريمات العظيمات حولن الجهل لعلم ، وحاربن المرض بالصحة ، ليت نذكرهن دوما ونتخدهن قدوة ، في قدرتهن على التحمل والحلم والعطاء والإيثار والإصرار والإيمان وتمسكهن بالقيم والمبادئ السمحة وزرعهم في الأجيال الجديدة …

وأمهات اليوم في حاجة ماسة إلى حماية إجتماعية تؤمن لهن العيش بكرامة ، ورعاية صحية متكاملة بجودة عالية جدا ، يسهل الوصول اليها والحصول عليها بإنصاف وأمان ، لهن ولابنائهن ولابائهن وأمهاتهن ، وأن تكون خدمات صحية في المتناول في كل وقت ، وفي اي مكان دون ان يرهقهن مسافات ولا مال ، ولا أي مشاق ، وأن لا تكون صحتهن وحياتهن سلعة يتاجر فيها الحذاق ..
“الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها… أعدت شعباً طيب الأعراق”
كل ساعة وكل يوم وكل عام وكل الأمهات بخير وصحة وعافية..

د.علي المبروك ابوقرين

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …