منصة الصباح

عيد الأضحى: أضاحي بـ3000 وقروض حسنة .. كيف سيكون العيد؟

تقرير : طارق بريدعة

 

أسبوعان فقط يفصلان عن عيد الأضحى حسبما تشير الحسابات الفلكية، وبدأ الجدل السنوي حول أسعار الأضاحي والسلع الغذائية التي عادة ما تكرر كل عام مع اقتراب العيد.

وفي وقت وصلت فيه أسعار اللحوم لأكثر من 80 دينار للكيلو الواحد، يتساءل المواطن كيف ستكون أسعار الأضاحي هذا العام؟

ويعبر المواطن فرج أرحومة لمنصة الصباح عن استيائه من ارتفاع أسعار الأضاحي، مناشداً الحكومة “فرض رقابة على الأسعار ومحاسبة المستغلين”.

أرحومة كمتقاعد يعيش على مرتب ثابت قدره 900 دينار، أصبح غير قادر على شراء الأضحية التي قد يتجاوز سعرها 2000 دينار على حد قوله، خاصة وأن هناك تكاليف إضافية تعاني منها كل الأسر الليبية.

“العيد عبء مالي”

أسعار الأضاحي ليست هاجساً للمتقاعدين فقط هذا العام، فحتى سامي أحمد وهو موظف حكومي، أكد أن تضخم الأسعار بات مبالغ فيه بشكل كبير، ويخشى أن يتحول عيد الأضحى إلى عبء مالي على الأسر.

لكن بالنسبة للمواطن إدريس عاشور فإن غلاء اضاحي العيد أمر متوقع في ظل الزيادة المفرطة في أسعار السلع بسبب انهيار قيمة الدينار الليبي أمام الدولار.

عاشور يرى أن ما زاد الطين بلة هو “الجهات التنفيذية المعنية التي لم تهتم بالأمر”، ويعتبر أن من واجباتها، التدخل بمعالجات طارئة من شأنها حلحلة الموقف عبر استيراد أعداد مناسبة من المواشي مثلما كان يحدث منذ سنين طويلة.

“ما بين 2200 و3000”

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي أسعار الأضاحي في جميع مناطق ومدن ليبيا، ما بات عادة يومية للمواطنين بمتابعتها.

ومن بين الصفحات التي تنشر تلك الأسعار بشكل منتظم، صفحات تابعة لشركتي “الدبور والزغداني” اللتان أصبحتا رائدتين في تجارة الأضاحي خلال فترة العيد.

ويقول معتصم، صاحب شركة الدبور لبيع الأغنام، لمنصة الصباح، إن ارتفاع الأسعار بدأ منذ عامين، بسبب ارتفاع تكاليف العلفة والملحقات، ومشيراً إلى أن أسعار الأضاحي هذا العام تتراوح ما بين 2200 و 3000 دينار وهو ما قدّره بزيادة وصلت إلى مانسبته 400 دينار على الأغنام و1500 دينار على الإبل.

وهو ما أكد عليه أيضا فاضل الزغداني، صاحب شركة الزغداني، الذي يرى أن الزيادة قد تصل هذا العام إلى بين 500 دينار للأغنام و2000 للإبل مقارنة مع العام الماضي.

فيما يقول المربي مفتاح النجار من مدينة قمينس إن تحديات المربين تتلخص في تكاليف رعاية الأغنام الباهظة وهو ما يؤثر على أسعار البيع.

ويوضح النجار أن تكلفة تربية الخروف الواحد لا تقل عن 700 دينار، بالإضافة إلى أن سعر الخروف عند شرائه في عمر أربعة أشهر بلغت 1300 دينار، وتتم تربيته إلى أن يصل عمره عاماً، و”كل هذه التكاليف يتحملها التاجر نفسه”، وبالتالي يتم تحميلها على سعر الخروف.

ويعزو الزغداني زيادة الأسعار وارتفاعها إلى نقص الإمدادات المحلية ونفوق الأغنام بسبب الحمى القلاعية، مؤكدا أن الأغنام المستوردة لم تأت من قبل الدولة بل من تجار في القطاع الخاص.

وبدأت الدولة الليبية بالاعتماد على التجار في القطاع الخاص لاستراد الأضاحي، بسبب توحيد العملة بحسب عماد عاشور، مدير مكتب الإعلام بوزارة الاقتصاد، الذي أوضح أن الجهات الرسمية تركت استراد الأضاحي للتجار دون منحهم تسهيلات مالية لذلك.

“خروفك علينا”

وفي ظل هذه الزيادة المتوقعة التي تحدث عنها تجار المواشي، تسعى بعض المصارف العامة والخاصة لتقديم عروض لزبائنها بمنح “قروض حسنة” حسب قولهم، لتغطية مشكلة السيولة وتأخر صرف المرتبات لغالبية القطاعات في الدولة.

ومن بين تلك العروض والحملات، حملة “خروفك علينا” التي أطلقها مصرف الجمهورية لمنح قروض هذه السنة وبدون فوائد، كما سعت بعض الشركات بمنح موظفيها سلفة مالية تقطع من مرتباتهم بهدف “تسهيل تكاليف العيد”.

· سحب فئة الـ 50 دينار الليبي من يتأثر ومن يؤيد
· الجمهورية” يوفر السيولة النقدية للمواطنين يوميا

ونشر مصرف الجمهورية إعلاناً على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة من خدمات الدفع الإلكتروني لتجار الأضاحي عبر نقاط البيع “بي أو إس – P.O.s” وخدمة مصرفي باي “كيو أر – QR”.

كما أعلن مصرف الجمهورية عن إمكانية الحصول على قرض حسن بدون هامش ربح لزبائنه لشراء أضحية العيد، إذ أكد محمد سعيد المتحدث الرسمي باسم مصرف الجمهورية لمنصة الصباح أن المصرف سيبدأ في إجراءات الراغبين في الحصول على القرض الحسن من يوم غد الثلاثاء وسيتم تقديم كافة التسهيلات للزبائن بإجراءات تمكنهم بالحصول على القرض .

لا حديث اليوم في الشارع الليبي إلا عن اقتراب موعد العيد والحج والاستعدادات والمستلزمات التي تعودوا توفيرها “حتى على حساب ما يملكون من مال وعلى حساب مرتبهم البسيط” كما يقولون، أما السؤال: متى ستصرف المرتبات؟ فهو الحاضر دائما، حتى دون عيد الأضحى.

شاهد أيضاً

مؤتمر علمي دولي للعلوم الصحية

افتتحت اليوم بقاعة المؤتمرات بجامعة ليبيا المفتوحة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول للعلوم الصحية الذي …