حنان علي كابو
تظل القراءة غريزة لمن يبحث عن اغوار المعرفة والسفر الي أمكنة ومعالم لم تطأها مخيلته .
ورغم العالم الذي بدأ صغيرا بنقرات تجوب الكون بأكمله ،يظل للكتب رائحتها وملمس الورقات وطباعته له سحره الخاص .
ركن السعادة
أثثت السيدة هند بن ناجي الرقيعي حلمها بافتتاح مكتبة ركن السعادة ” واستهلت حديثها معي قائلة :
“أُحِبُّ الكُتُب وكان لي ركنًا في بيتي هو ركن سعادتي ” مكتبتي ” وعندما بدأتُ مشروع مزاولة بيع الكتب اخترتُه بكلّ سعادةٍ وحُب.”
مضيفة “فالكتب بالنسبة لي عشق لا ينتهي هي مني وأنا منها.
ففي مرحلة الليسانس كنتُ أحتاج إلى الكتب كحاجة الصادي للماء في وسط الصحراء وجاءت فكرة أن أتخلى عن كتابٍ من كتبي لأتحصل على الكتب المطلوبة لكتابة بحثي ثم صارت عادة وماأجملها من تجارة
هل تتخيلين شخصية تعشق قراءة الكتب ثم تجد نفس تغرق في أعماقها ؟!
تماما هذا مايحدث لي بالنسبة لي أعيش اليوتوبيا مع الكتب هي تحبني وأنا أحبها.
وفي غياب المرتادين عن المكتبة تتلمس الرقيعي عزوفا في خضم وتيرة الحياة وارتفاع الأسعار ،تقول
لا” أنكرُ أن عدد الزائرين لمكتبة ركن السعادة يوميا ربما شخص أو اثنين ربما لا يزورنا أحد على حسب وقت فراغهم .
فالأغلب منهم اعتاد على التفصيل الذي أُعِدُّه على الصفحة عنِ الكتاب وتصويره ويطلب خدمة توصيل.
وهذا من فضل ربي أن يتق بك شخص في أقصى الغرب أو في الجنوب.”.
نشر الثقافة والربح .
وعن الكتب الأكثر روايات واقبالا توضح قائلة
بالنسبة لنوع الكتب على حسب الطلب ،وصراحة أهتمُّ كثيرًا بالجانب الديني والأدبي واللُّغَويّ ثم التاريخيّ والقانوني فبالطبع زبائني من هذا النوع تحديدًا وهذا لا يعني خلوها من التخصصات الأخرى. لذلك : ردًّا على سؤالك الإقبال على الكتب الدينية مثل تفسير القرآن والبداية والنهاية والصحيحين وكتب الأدب لشوقي ضيف والرافعي ومحمود شاكر والشنتريني والمقري وغيرها
وكتب النحو والبلاغة.
في البداية كي أحصل على الكتب المهمة المطلوبة فقط
ثم هدف نشر الثقافة + الربح بالتأكيد ولكن عندما يقف طالب علم ويريد كتابا ولا يملك ثمنه ويعدني لا أقم برده لايخرج من عندي إلا بطلبه إلا لو كان الكتاب لي نسبة فيه.
لا أخفِيكِ تجارة الكتب تحتاج إلى صبر طويل الربح فيها الناس المثقفة أكثر من المال.
شطيرة الكتب
في احد المراكز التجارية وتحديدا بشارع الحدائق تقع على مقربة منه مكتبة شطيرة الكتب لصاحبها الشاب الكاتب الروائي معاذ الحمري .
تطل المكتبة من على دور ثانٍ لطابق تجاري ، من خلف مكتب صغير تجد الحمري يحرس كتبه وبعضا من أحلامه.
في الارفف ثمة تخصصات متنوعة للكتب وما يميزها ويجعل أسعارها رخيصة نوعا ما إنها مستعملة .
يبدأ الحمري حديثه معي مجيبا عن سؤالي هل تحول مشروعه الثقافي من دار نشر الي مكتبة لبيع الكتب يجيب قائلا ..
لا تزال دار نشر ولكن انشطة المكتبة ومغامراتها غطت على النشر ،فالحياة كبائع كتب لا يضاهيها شيء خصوصا الكتب المستعملة والبحث بينها عن النوادر
واضاف ..الحقيقة في البداية لا بل كان افتتاحي للمكتبة كمحاولة أخيرة لانقاذ مشروع شطيرة الكتب .
ولله الحمد تيسر الأمر من بعد ذلك وبعدها وضعنا خطة مدروسة لألية سير شطيرة الكتب..
تحرر في الأسعار..
يستقطب الكتاب المستعمل اهتمام الحمري صاحب المكتبة يقول حول هذا المشروع …
العمل مع الكتاب المستعمل أفضل من الجديد،
أولا تبتعد من الكتب المقرصنة التي ملئت الأسواق وأصبحت معظم مصادر الكتب تعج بهذه الكتب
ثانيا سوق الكتب المستعملة متحرر السعر ومنها نتحصل على النوادر التي تعطينا مكسبا طيبا، أما الجديدة فسعرها ثابت من الناشر والسوق وربحك فيها ثابت. بالإضافة لتوفرها في كل مكان.
اسم يلمع ومنصة رقمية .
وجد الحمري لمشروعه الصغير رواجا واهتماما كثيرا وزبائن أيضا من محبي القراءة والكتب .
يقول حول ذلك …
ولله الحمد أصبح لشطيرة الكتب اسم يلمع في أرجاء
مدينة بنغازي على الأقل ،وهذه بداية طيبة بالنسبة لنا،
خططي المستقبلية هي فروع آخرى وهو ما نجهز له في أقرب وقت وكذلك منصة رقمية للكتب الرقمية.
وعن الكتب التي عليها الطلب والاقبال يضيف ..
الكتب الأكثر طلبا عديدة بين دينية وتاريخية وروايات، فمن الديني (الداء والدواء – تفسير القرآن الكريم – صحيح مسلم وبخاري – رياض الصالحين) ومن الروايات (ارض زيكولا – ايكادولي) وكذلك كتب تطوير الذات لها نصيب والتاريخ الليبي له جمهور كبير.
يعزز الحمري عادة القراءة بإعلان سابق عن كتب مجانية ..من خلال صفحة المكتبة …ويستقطب اهتمام وجذب القراء من خلال مسابقات صغيرة يكون نصيب الفائز بالإجابة كتب مجانية …
يتخلى احيانا عن صيد ثمين من أجل غرس حب القراءة ولا يزال مستمرا في حلمه لعله تصبح طقسا يومي لكل قاريء .