منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
لكل قصة تفاصيل مخفية، تنتظر من يُزيح عنها غُبار السياسة والانتقام ودهاليزها التي لا تنتهِ، لتكون القصة قصة واقعية. وهذا ما قام به المخرج “هلكوت مصطفى”، الذي كشف في فيلمه “إخفاء صدام حسين”، كيف كانت الأيام الأخيرة في حياة “صدام حسين”، قبل أن تصل إليه قوات الاحتلال الأمريكي، عن طريق الخيانة، وتُعلن للعالم إلقاء القبض عليه..
أما عن بطل هذا الفيلم، فهو مزارع عراقي اسمه “علاء نامق”، قام بحماية الرئيس الأسبق للعراق في مزرعته المتواضعة، لمدة 235 يومًا جنوب تكريت، في الوقت الذي كان 150 ألف جندي أميركي يبحثون عنه.
قدّم بطل الفيلم، سردية جديدة ومفاجأة عن تفاصيل الأيام الأخيرة لكونه الرجل الذي أخفى “صدام حسين” عن العالم كله، ولا لشيء فقط لأن الرئيس طلب الحماية وأسرة نامق، قبلت الطلب بدوافع اجتماعية، أهمها حماية الضيف مهما كانت العواقب..
نجح المخرج الكردي في إظهار فيلمه بطريقة سلِسة وبسيطة، عبر تناغم وتواصل متبادل مع “علاء نامق”، الذي كان يحكي بحُرقة وحُزن عن تلك الأيام، وكيف أقنع ضيفه صدام حسين، بضرورة وجود ملجأ له وقت الضرورة وهذا ما حدث.
وكشف “هلكوت مصطفى”، لشبكة “رووداو” أنه بحث عن “علاء نامق” لمدة عامين، واستغرق إنتاجه عشرة أعوام، اطلع فيها على ثلاثة آلاف ساعة من أرشيف العراق وخمسة عشر ألف وثيقة. وتم إنجاز العمل بالشراكة بين شركة “هني” والحكومة النرويجية..
ونوّه “هلكوت مصطفى”، أن فيلمه لا يتحدث عن صدام، إنما عن قصة علاء نامق”.
ويُحسب للمخرج، بأنه قام بتصوير الفيلم في موقعه الأصلي، حين كان يختبيء صدام حسين، مع مشاهد تصويرية توضح للمشاهد كيف وأين كان يعيش صدام حسين أيامه الأخيرة.
وبعد أسر القوات الأميركية للرئيس العراقي الأسبق، تم اعتقال “نامق” ونقله إلى سجن أبو غريب، وتعرّض للتعذيب وبعد تحقيقات استغرقت 7 أشهر، تم إطلاق سراحه، لكونه لم يكن سياسيًا، ولا علاقة له بأي حدث بفترة حكم صدام حسين..
قوّة الفيلم، تكمن في إظهار المكان الذي كان يختبيء فيه “صدام حسين”، وهو ملجأ خاص، وليست حُفرة كما كان يدّعي الجيش الأمريكي، والأمر الأهم والأخطر، هو الكشف عن من أعطى أحداثيات الموقع الذي يختبيء فيه “صدام حسين”، وهو من أقرب الشخصيات إليه، “محمد إبراهيم”، أحد أهم الشخصيات الأمنية التي كانت تعلم تفاصيل المزرعة، وموقع المخبأ بالتحديد..
