منصة الصباح
عدوى المستشفيات: المعركة الخفيَّة بين الرعاية والخطر

عدوى المستشفيات: المعركة الخفيَّة بين الرعاية والخطر

الصباح/ سعاد الفرجاني

تُعد المستشفيات بيئات للشفاء، لكنها تحمل مخاطر صحية خفية، أبرزها العدوى المكتسبة داخل المؤسسات الصحية.. هذه العدوى ليست حوادث عرضية، بل نتيجة تفاعل مُعقّد بين الإجراءات الطبية، وبروتوكولات التعقيم، وإدارة النفايات، والبيئة الداخلية للمستشفى..

وتزداد المخاطر في البيئات محدودة الإمكانات، أو عند ضعف التدريب، بينما تؤثر الممارسات اليومية على معدلات العدوى..

منصة “الصباح” التقت مدير مكتب مكافحة العدوى بالهيئة الوطنية لخدمات نقل الدم، الدكتور “محمد مُحيي الدين الباروني”، الذي أوضح أن هذه الظاهرة تتطلب استراتيجيات دقيقة للوقاية، وضمان بيئة آمنة للمرضى والعاملين على حدٍّ سواء..

عدوى بلا تاريخ..

ويشير “الباروني” إلى أن العدوى تظهر بعد “48–72” ساعة من دخول المريض، أو خلال “30” يومًا بعد إجراء جراحي، شرط ألا تكون موجودة مسبقًا، بينما العدوى المكتسبة من المجتمع تظهر قبل أو عند الدخول أو خلال أول 48 ساعة، مؤكداً أن مراقبة العلامات الأولى والتاريخ المرضي، أمر أساسي للتمييز بين النوعين..

أنواع شائعة..

ويُحدّد “الباروني” أربعة أنواع رئيسة هي: عدوى المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة، عدوى المواضع الجراحية، الالتهاب الرئوي المرتبط بالأجهزة التنفسية، وعدوى الدم.. وتختلف نسب الانتشار بين الدول، وترتفع في البيئات محدودة الإمكانات..

أخطاء مُتكررة..

ويشير “الباروني” إلى أن الاستخدام المطوّل للقساطر أو الحُقن غير المعقمة، يزيد خطر العدوى، بينما الأجهزة التنفسية المطولة تؤدي إلى التهاب الرئة. كما قد تنتقل فيروسات الدم “HBV/HCV/HIV” عند غياب التعقيم..

التحصين الوقائي..

يُشدّد “الباروني” على تلقّي العاملين لقاح التهاب الكبد “B”، واستخدام معدات الوقاية الشخصية، وعدم إعادة استخدام الأدوات ذات الاستخدام الواحد، والمعالجة الآمنة للنفايات..
ويشرح إجراءات الطوارئ عند التعرّض للدم، والمتمثلة في:- غسل المنطقة فورًا، والإبلاغ الفوري، والفحوصات الوقائية، وإعطاء العلاج الوقائي..

مناعة مُعرّضة..

ويشير “الباروني” إلى ضرورة التركيز مع كبار السن ومرضى السكري وأمراض المناعة، بسبب ضعف المناعة، وبطء التئام الجروح، وطول فترة الإقامة، والحاجة لإجراءات متكررة..

تحدّي المقاومة..

ويصف “الباروني” مقاومة المضادات الحيوية بأنها من أكبر التحديات، ما يزيد صعوبة العلاج ومدة الإقامة ونسب الوفاة، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالتعقيم وبرامج الترشيد الدوائي..

تعقيم وتدريب..

ويضيف “الباروني” أن التعقيم الدقيق للأدوات، واستخدام الأجهزة الحرارية، والأدوات ذات الاستخدام الواحد، مع التدريب المستمر للكوادر، هي خط الدفاع الأول ضد العدوى.. كما أن الإدارة السليمة للنفايات تقلل الحوادث المهنية..

وعي ومسؤولية..

ويختتم “الباروني” بالتأكيد على أهمية وعي المرضى وأسرهم، مع التزام الطواقم الطبية والإدارية والمجتمع، لضمان أن تكون المستشفيات بيئة للشفاء وليست للخطر..

شاهد أيضاً

الطقس

أحوال لطقس المتوقّعة اليوم السبت

أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية- النشرة اليومية الخاصة بأحوال الطقس على مختلف مناطق البلاد، وجاءت …