عبد الرزاق الداهش
أكثرُ من 25 ألف بين مُلاحظٍ، ومُراقبٍ، وعنصر حراسة، ولجان لإدارة امتحانات الشهادة الثانوية..
رقمٌ كبير يعكسُ حالةَ حرصٍ شديد على حُسن سير عملية الامتحانات.. يعني، مجهود عالٍ من أجل ضبط المُخرجات..
لدينا نحو 20 ألف طالب من القسم الأدبي، سوف يتوجهون إلى الجامعة، ليكونوا مُحامين ومعلمي تاريخ، وجغرافيا، بعد أربع سنواتٍ على الأقل..
وبعد سبعة أعوامٍ، وربما أقل، لن يكون هناك مُحامي، ولا معلم تاريخ، وسوف تنقرض حتى مهنة الطيّار..
ففتوحات الذكاء الاصطناعي سوف تجعل مُحاميك في جيبك، ومعلم افتراضي بالذكاء الاصطناعي أكثر جودة، ولا يتغيُب عن الدرس ربع دقيقة، بحجة التهابٍ في الحلق..
سوف نركبُ الطائرة ذاتية الطيران، لا طيار يُمكن أن يُصاب بنوبةِ سُكر، ولا زميله الذي يقول توكلت على، ويهبط بها في قاع المحيط الأطلسي..
والمشكلة أن لدينا 115 ألف طالب في الشهادة الثانوية هذا العام، وقد درسوا 12 عامًا، دون أن يدرسوا نصف ساعة مادة الذكاء الاصطناعي..
صحيح لدينا مشكلة في ضبط المُخرجات، بسبب ظاهرة الغش التي صارت معتادة وطبيعة..
ولكن لدينا مشكلة أعمق، وأهم في ضبط المُدخلات، وفي نظام تعليمي عام عقيم، ويفتقد لأقل شروط الجدارة..
والغريب أننا بدل أن نتقدّم خطوة، عُدنا إلى قسم علمي، وآخر ادبي، وبضاعة أخرى انتهت صلوحيتها منذ سبعينيات القرن الماضي..
نحتاجُ إلى تغييرٍ حقيقي وجوهري في نظام تعليمي، ومحتوى تعليم، لتصميم صناعة تعليم منتجة..
لا بداية بجودة المنهج، ولا نهاية بجودة المعلّم، دون أن نغفل عن الارتقاء بالبيئة التعليمية..
والموضوع أكبر من امتحانٍ لا يُعطي نتائجَ حقيقية، ولو كان خالياً من شوائبِ الغِش..