منصة الصباح
عبدالرزاق الداهش

عندما لا تكون فلسطين في القلب

ذات طفولةٍ كنتُ أنا وصديقي فتحي بشير نفتح على انفسنا السؤال: لماذا لا نتطوع من أجل فلسطين؟

كنا صغارًا، وكان التوجّه نحو بناية منظمة التحرير الفلسطينية في طرابلس هو أفضل جواب لامر سؤال.
كانت هناك حفاوة فلسطينية في صالة استقبال يزيّنها علم فلسطين، وعبارة بخط عريض: «ثورة حتى النصر».
أخذوا كل بياناتنا: الاسم، والمدرسة، والعنوان، ووعدوا بالاتصال، وكلمات على نحو: «يا فدائي، يا بطل».
عدت وصديقي نتوشّح كوفية فلسطينية تحمل اسم وشعار «العاصفة».
نعم، كنا أطفالًا، ولكن الأرض المحتلة كأنها تعطينا سنوات إضافية.
لم نولد في فلسطين، ولكن فلسطين هي من ولدت فينا.
كانت بالنسبة لنا، الليبيين، واحدة من أفراد العائلة، وكنا نردّد اسمها في بيوتنا مثل أمّهاتنا.
كانت أغنيات قديمة تشكّل وجداننا، أم كلثوم:
«أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم»

وفيروز:

«أنا لا أنساكِ يا فلسطين
ويشدُّ بي البُعدُ».
ونقول لكل الأميين ضميريا، وإنسانياً:
عندما لا تكون فلسطين في القلب، فالقلب هو من يكون في فلسطين.

شاهد أيضاً

إثراء المكتبة العربية بكتب فلسفة مُترجمة

إثراء المكتبة العربية بكتب فلسفة مُترجمة

تخطو دار “الفرجاني” للنشر والتوزيع، خطوة جديدة نحو إثراء المكتبة العربية، عبر تقديم ثلاثة ترجمات …