عبد الرزاق الداهش
ربما جميعا نعرف دورة حياة المرتب القصيرة.
وقبل الدخول في راتبك لحظي، لابد أن نعرف دورة ولادته.
القصة تبدأ من إدارة الميزانية، وتزويد الجهات العامة بنسخة إلكترونية تسمى “الديسكة”.
“الميزانية” تحيل أذونات صرف المرتبات إلى إدارة العمليات بمصرف ليبيا.
“عمليات” الظهرة تحيل المخصصات إلى حسابات الجهات الممولة خصما من حساب المالية.
الجهات العامة الممولة تتولى إعداد المرتبات، ونقلها في حوافظ للمصارف التجارية.
وتنهي الولادة العسيرة لإيداعها في إيداعها بالحسابات الجارية للعاملين.
العملية تأخذ بعض الوقت، وبعض الجهد، والكثير من الورق، دون أن ننسى الحظ.
يعني الهدف الأول هو تحسين إدارة الوقت، أما الأخير فهو تحسين إدارة الأجور.
النظام بدأ تطبيقه في بريطانيا منذ سبعة عشر عاما، وفي الهند منذ خمسة عشر، والسويد منذ ثلاثة عشر.
بالنسبة لعالمنا العربي فالدول الرائدة هي الإمارات، وقطر، والسعودية.
أما مصر فقد انخرطت في نظام الدفع اللحظي منذ ثلاثة أعوام عبر تطبيق إنستاباي.
يعني “راتبك لحظي”، أو منظومة الدفع الفوري للأجور ليس ابتكارا ليبيا.
وهذا لا يؤكد عدم وجود ابتكار ليبي، ولكن للعرقلة كالعادة.
هناك تسرع في تنفيذ التطبيق، وقد يترتب على ذلك ارتباك، وهذا محتمل جدا.
العملية فنية لأن من يدير المرتب هو جهة العمل، وليس جهة الدفع.
المهم مرتبك لحظي هو كما يقول الليبي: “ادفع للعامل حقه قبل أن يجف عرقه”.
أو كما يقول المركزي الأوروبي: “تأخير الرواتب لم يعد مقبولا في زمن الرقمنة.
والأهم من راتبك لحظي هو عملك لحظي، وهذا بالتأكيد ليس اختراعا ليبياً، وليس جديداً.