عبد الرزاق الداهش
مدارس التعليم الثانوي الخاصة مجرد سوبر ماركت لدرجات أعمال السنة، وكي لا نتورط في التعميم نقول: (إلا من رحم ربي).
يعني طالب نائم في بيته إلى ما بعد صلاة الظهر، وتأتيه درجات أعمال السنة خدمة توصيل دليفري.
وظيفة التعليم الأساسية هي مراقبة جودة التعليم من حيث المدخلات، ونهاية بضبط المخرجات.
فليس من مهمة وزارة التعليم مثلًا مراقبة أسعار البيض، أو أحوال الطقس.
وأنا منحاز إلى خصخصة التعليم، ولكن لا بد أن تؤدي وزارة التعليم دورها في تطوير العملية، وفي مراقبة الجودة، وفي رفع مستويات التحصيل.
(طبعًا) التعليم الخاص اليوم منطقة منكوبة إذا استثنينا المدارس الدولية، وذلك بسبب ضعف الرقابة من جهة، وغياب المعايير من أخرى.
ولهذا بالذات تحولت الثانويات الخاصة، أو ثانويات “فرّح العيلة” إلى ملاذ للطلبة المتعثرين، وحتى الفاشلين.
وقد أدى ذلك إلى عزوف تام عن التوجه إلى التعليم التقني الذي ينتج الكوادر الفنية، التي يحتاجها سوق العمل
مشكلة التعليم أنه بدل توظيف الجهد والذهن في تحسين وتطوير المدخلات وخلق بيئة منتِجة، تورط في مشكلة الحمّامات، وحنفيةٍ منفلتة، ومقعدٍ مكسور.
مهمة وزارة التعليم ليست إصلاح النوافذ والأبواب، بل إصلاح العملية التعليمية بالكامل، والتطبيع مع العصر.
اليوم دخل علينا المعلّم الافتراضي، ومادة الذكاء الاصطناعي.
انظروا إلى أطفالك وهو في عمره ثلاث سنوات كيف يتعامل مع الهاتف النقال، وكيف يدخل اليوتيوب!
هذا ذكاء، دليل على أنه لا يوجد طالب فاشل، إنما يوجد معلم فاشل، وتعليم بلا جدارة.
وفي تقديري يتعيّن علينا إلغاء المدارس الثانوية الخاصة، ووضع كراسة معايير للتعليم الأساسي الخاص ومراقبة جودته.
وإذا كان هناك من شيء نورثه للأجيال القادمة، فهو التعليم، أنه سلاحهم، وسلاحهم الوحيد في المستقبل.