سوق الجمعة واخواتها !
أ~عبد الرزاق الداهش
غير من جهة واحدة توجهت إلى مسارات الأودية، وراحت تفكر في كفاءة السدود.
لا أحد فكر في كارثة قد يكون ضحيتها سكان حي سوق الجمعة بطرابلس على سبيل المثال.
فاجعة درنة وضعتنا في صورة خطر السدود، من وادي المجانين إلى القطارة، ونست ما يرتبه البناء العشوائي.
نمط تفكير ما بعد الصدمة، أو الاتجاه للماضي للبحث عن حلول لمشكلات الحاضر، هي الذهنية التي أدت إلى كارثة درنة.
كل من يزعم بأنه نبه لفرضية انهيار سد درنة بعد الكلام عن عاصفة دانيال، وفقا للغة العربية هو كاذب.
الجميع شرد بذهنه إلى ما تخلفه الأعاصير من تحطم لاعمدة الكهرباء، وسقوط الاشجار وحتى واجهات المنازل.
والجميع سيطرت عليه صورة ذهنية لامواج البحر العاتية وهي تضرب شمال المدينة، وقد تغرق بعض منازلها.
لدينا مدن لا تتوفر بها شبكات تصريف لمياه الامطار، ولا مجاري، فماذا لو ارتفع معدل سقوط الامطار إلى ارقام قياسية، في هذه الفوضى المناخية؟
من سنحاكم بعد الفاجعة مصلحة التخطيط العمراني، الادارات المحلية، السلطة المركزية السكان، الحرس البلدي؟
ثم حتى لو قمنا بشنق كل المسؤولين على الكارثة في ميدان الشهداء هل سنعيد طفل خطفته يد الاهمال أو الجهل؟
علينا ان ننتبه لنتنبه، وعلينا أن ندرك لنتدارك، وقبل فوات الأوان.
للعلم منطقة مثل سوق الجمعة بطرابلس، لا تصلح مياههما الجوفية حتى للغسيل، ومناطق كثيرة نفس الحالة.