منصة الصباح

متلازمة استوكهولم

عبد الرزاق الداهش

يقول علي شريعتي:

“عندما لا تملك حرية أن تكره جلادك، ستفتش عن سبب يجعلك تحبه”.

القصة ليست فيلمًا يتضمن الكثير من الفانتازيا على نحو “الحسناء والوحش”.

إنها ظاهرة مهمة نراها أمامنا بوضوح لا يخطئه العارف.

قبل أكثر من خمسين سنة، هاجم لصّان أحد المصارف السويدية في مدينة استوكهولم.

الرجلان قاما باحتجاز أربعة موظفين مصرفيين كرهائن، ولمدة ستة أيام.

خلال فترة الاحتجاز حدث ما هو مثير للدهشة؛ فقد تطورت حالة تعلّق عاطفي بين الرهائن والجناة، وبصورة مثيرة للأسئلة:

كيف يتعاطف الضحايا مع الجلاد إلى درجة يرفضون التعاون مع عناصر الشرطة؟

وكيف لمن كان رهينة يمتنع عن الإدلاء بشهادته ضد من كان يحتجزه؟

وكيف يتطوع أحد المصرفيين الضحايا بجمع التبرعات من أجل الدفاع عن اللصوص؟

هل يستحق الجلاد هذا الزائد من التعاطف؟ ومن قبل الضحايا أنفسهم؟

هذه الحالة المرضية صار اسمها “متلازمة استوكهولم”، والمهم أنها ظاهرة تنسحب على مجتمعات، وشعوب.

تقول دي غراهام، باحثة في علم نفس الصدمة:

“الخطر الحقيقي في متلازمة استوكهولم هو عندما يتبنى الضحية منطق المعتدي ويبدأ في تبريره للآخرين.”

أما فرانز فانون، فلديه جملة مهمة: “الديكتاتور البارع لا يحتاج لمن يحرس سجونه، فقط يجعل السجناء يتنافسون على مفاتيح أبوابهم.”

هناك دائمًا رغبة لا واعية في استمرار القمع، كصورة من صور النظام.

ولعل الأهم ما يقوله أحد علماء النفس: “ليس الوحش من يختطفك، بل أنت من تبقى عندما يُفتح الباب”.

شاهد أيضاً

مصرف الوحدة وغرفة التجارة ببنغازي يبحثان الدفع الإلكتروني قبيل عيد الأضحى

مصرف الوحدة وغرفة التجارة ببنغازي يبحثان الدفع الإلكتروني قبيل عيد الأضحى

عقد مصرف الوحدة اجتماعًا مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة ببنغازي، لمناقشة سبل تعزيز التعاون في …