منصة الصباح

البنزين والكسكسي وسيارة الهونداي كريتا!

عبد الرزاق الداهش

صديقك تختاره، أما جارك فهو مشيئة الصدفة الجغرافية.

تونس بالنسبة لليبيا، وكذلك ليبيا بالنسبة لتونس، هي صدفة جميلة.

هذا ما يقوله تاريخ العلاقة بين الشعبين، تفوّق فيها ما هو شعبي على ما هو رسمي في كل مرة.

ظهور نكرة يبحث عن اسم هناك، وآخر يتسوّل الإعجابات هنا، لا يغير من حقائق الجغرافيا والتاريخ شيئا.

مشكلتنا خلال السنوات الأخيرة هي بوابة رأس جدير، أو بوابة “صداع جدير”.

والقصة بدأت بمفردة “افرح بيّا” من الجانب التونسي، وتحولت إلى إتاوات على الجانب الليبي.

فكم من قناطير الكسكسي التونسي دخلت ليبيا؟ وكم من ملايين جالونات البنزين والديزل دخلت تونس؟

أيضًا، كم من سيارات الهونداي كريتا هُرّبت إلى الجزائر عبر تونس؟

التهريب بالنسبة للمناطق الحدودية ليس فقط جزءًا من نمط الاقتصاد، بل جزء من نمط الحياة.

أما القانون والمؤسسات، فهو مجرد مضغ لكلام زائد، لأكثر من مزايد.

فهل المصارف المتنقلة، و”برنوص حزمة فلوس” إلى ما بعد “بن قردان قانونية؟

وهل محطات الوقود العشوائية للبنزين الليبي المهرّب قانونية؟

وهل السيارات التونسية المعدة لتهريب الوقود، وبصفر شروط سلامة، وحملة الشاشات قانونية؟

مشكلة الشباب الليبيين ليست التهريب، بل لأنهم لم يدفعوا “افرح بيّا”، فوجدوا أنفسهم أمام من يحزن اهلهم.

خمسة سنوات بسبب أكياس كسكسي بثمن إطار الشاحنة المصادَرة عدالة ام حقد؟

كان يُفترض أن يتطور منفذ راس جدير الأعلى من حيث التجارة البينية عربيا’.

زادت البوابات من الجانبين، وتعدّدت الجهات المتدخلة، وكثرت الإتاوات، و”افرح بيّا”، ولا تجارة عبور منظمة، ولا مناطق حرة قانونية، ولا شيء يفرح القلب.

شاهد أيضاً

لقاء يبحث تزويد بلدية نسمة بمياه النهر الصناعي

بحث رئيس اللجنة الإدارية لجهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي، أحمد الذيب، صباح اليوم الثلاثاء …