عبد الرزاق الداهش
——
كنت قد تعودت أن أجوب شوارع المدينة سيرا على الأقدام، فهي رياضتي اليومية، أو رياضتي المزعومة.
وكان سؤال ماذا أكتب، أو عن ماذا أكتب يلف ويدور في رأسي ككل مرة.
سألتني: هل أكتب على رأس جدير، وتوكات الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
شاحنات تأخذ طريقها إلى تونس، ولا من احد يعرف ماذا تشحن أو ماذا تهرب!
هناك فقط من يؤمي بيده، وهو يقول: هذه تبعي، أو هذه شوري.
موضوع قديم جديد، وحتى ممل.
لماذا لا أتناول المؤسسة الليبية للاستثمار، طار رصيد صندوق الأجيال الكويتي إلى تريليون دولار؟
اما صندوق الثروة السيادي النرويجي فقد وصلت ارباحه خلال العام الماضي فقط 222 مليار دولار.
ولكن ماذا أقول؟ احيانا نحمد الله ان اموال المؤسسة تحت التجميد بدل التبديد.
خطرت لي فكرة الكتابة عن حراسات بعض المسؤولين، أرتال سيارات، و”دوشة” وهو حتى لو ردد اسمه بمكبر صوت في ميدان الشهداء لن يتعرف عليه احد.
ولكن هذا الموضوع ربما من اختصاص الأطباء؟
واصلت السير في الطريق بين السيارات، بعد تحول رصيف المشاة إلى مأوي للمركبات وفضاء خاصة لأصحاب المحال التجارية، ومخلفات البناء.
احد السكان يقوم بحفر بئر وسط الرصيف، مشهد لن تصادفه في أي بلد.
توجهت خلال عودتي لاحد الصيدليات المنتشرة كالفقاع.
كنت في حاجة إلى علبة باندول، قدمتها لي الصيدلانيّة في كيس بلاستيك صغير.
قلت لها: هذه الأكياس البلاستيكية ممنوعة حتى في أوغندة، فردت: ولكن هولندا!
قاطعتها،: أنا أتكلم عن أوغندا، وليس كوكب هولندا.