منصة الصباح

سوريا في الطريق إلى اليمن

عبد الرزاق الداهش

“لا نريدُ سوريا، ليبيا ثانية، أو ليبيا أخرى”..
في غير مناسبة واحدة، ومن غير مسؤول واحد، ترددت هذه الكلمة..

الحقيقة لا أدري لماذا استعمال ليبيا بالذات، وهناك طبعة سودانية، وأخرى يمنية..؟!

وهل ستنزل الطائرة السورية على “رانوي” طرابلس أم الخرطوم..؟

الحقيقة إن ما كان يجمع المعارضة السورية ليس الحب، إنما بشّار الأسد..
قد تتغافلها فصائل المعارضة، ولكن لن تتخطاها، فإن تغميض عينك لا يعني أن الشمس لا تطلع..

اليوم سوريا بدون بشَّار، والمعارضة في سكرة الإطاحة بالعدو المشترك..
ولكن سكرة الفرح مهما كانت طويلة، سوف تطير ذات جدار، ويعود الشامي شامي والبغدادي بغدادي..

وسينتقل الاختلاف حول السلطة، من مرحلة فتح الفم، إلى فتح النار بين الأخوة الأعداء..

مشكلة سوريا أنها ليست ليبيا، وليست العراق، بالصريح سوريا ليست عضواً في نادي الأوبك..
وهذ معناه أن المدرسة التى تتهدَّم لن تعود، والشجرة التي تسقط لن تعود، والشارع الذي يتكسّر لن يرجع كما كان..

أكثر من نصف تريليون دولار لإعادة سوريا لما قبل خمس عشرة سنة..
سوريا ليس لها حليب النفط تدعم به الطاقة المُكلفة، ومرتبات توظيف العاطلين في الدولة، وتغطية الواردات..
فهذه الدولة ليس لها إلا لحمها الحي، الذي سيكون جزء منه فاتورة احتراب بين فصائل يُفرقها كل شيء..

اليوم تُسيطر الشعارات العاطفية، مثل سوريا طائفة واحدة، وقبيلة واحدة، ووطنٌ للجميع، وفقط..
وسيُطيح الواقعٌ بدفقِ العواطف، ومن إعادة الإعمار، إلى حرق ما تبقَّى من يابس..

شاهد أيضاً

الاحتياطات اللازمة في التقلبات الجوية

  في فصل الشتاء يزداد في أحيانًا كثيرة شدة البرد والرياح والأمطار الغزيرة لما قد …