عبد الرزاق الداهش
الكثيرون أشادوا بموقف محمد الشكري الذي فضل الحفاظ على دماء بعض الليبيين عن منصب المحافظ
ومقابل ذلك لا مِن احد قد تطوع بنصف استنكار تجاه الطرف الذي فضل منصب المحافظ عن دماء كل الليبيين.
من يكون محافظ المركزي ليس هو المهم. لأن الأهم هو استعادة المركزي، كمؤسسة وطنية تدير السياسة النقدية.
يعني نتكلم عن استقرار العملة الوطنية، وعن إدارة السيولة النقدية، وعن سياسة ائتمانية بجدارة عالية، وعن مستوى عام للأسعار ضمن معدلات تضخم آمنة، وعن وظائف أخرى للمركزي لا تقل أهمية.
فماذا حدث خلال الأكثر من عشرة سنوات الماضي؟
خسر الدينار الليبي نحو 80 بالمئة من قيمته، وفقدت الطبقة الوسطى مدخراتها، وتحول ثلاثة أرباعها إلى معسكر الفقر.
وصل الفرق بين السعر الرسمي، والموازي للدولار إلى عشرة أضعاف خلال احد الفترات وهو مستوى تاريخي.
اهدار كرامة الليبيين والليبيات أمام المصارف بسبب مختنق السيولة لدرجة ان أمهات ينمن أمام البنوك بحفظات كبار.
ارتفاع حجم فساد الإعتمادات المستندية، وبرسم التحصيل إلى رقم يتجاوز 20 مليار كعوائد لتجار فاسدين وغيرهم سنوياً.
تحويل المصارف الليبية إلى مغسلة لتبييض الأموال، من خلال ضخ المليارات مجهولة المصدر في المنظومة المصرفية.
التأخر في تطوير وسائل الدفع الإلكتروني، وتوسع الفجوة الرقمية مع العالم.
انتشار ثقافة الاستجداء بسبب سوء اداء القطاع المصرفي وغياب الرقابة.
استعمال وتوظيف الموارد العامة والاحتياطي النقدي لتحقيق أهداف سياسية وخاصة.
ولعل ما خفي كان أكثر، وأسوأ.