عبد الرزاق الداهش
ذات مناسبة كنت قد التقيت رئيس هيئة الرقابة الإدارية الأسبق نصر علي حسن.
كان ذلك بعد نحو شهر من الإفراج عنه، وعودته لإدارة الهيئة.
الرجل كان موقوفا على ذمة التحقيق من قبل مكتب النائب العام على خلفية ملف يتعلق بالتوظيف.
تجاذبنا أطراف الوضع العام، قبل أن يقول لي بأنني أكثر من تأذى منه، وبأنني كتبت ثمانية مقالات تنتقده.
لم أكن أدري بالضبط كم، ولكن تفاجأت بهذا الرقم.
أخذ السيد نصر هنيهة من الصمت وقال: كنت أنوي رفع قضية، ولكن لم أجد وجها لرفع الدعوى.
لم اعثر على كلمات على نحو سارق، فاسد، مجرم، وباقي القاموس المعروف.
قلت له: الصحفي لا يقدم احكاماً لأنه ليس قاضياً، ولا استنتاجات لأنه يحترم ذكاء الناس، أنه يقدم شهادات، أو روايات، وفقط.
نحو مباغت قال لي: “نشهد بالله ان كل ما كتبته كان صحيحا”. ثم راح يسرد كيف تعرض لضغوطات هائلة بعد قيام الرقابة الموازية بحملة تعيينات.
المهم في قاموس الصحفي هناك مفردات أو مخارج طواريء، مثل، لعل، قد يكون، ربما، هل من يؤكد، ما صحة ما يثار، وغيره.
الصحفي ليس فيلسوفا ، ولكن يرى كل شيء نسبي، فلا شيء مطلق، والشك هو من يقود إلى اليقين.
وتستدعي ذاكرتي كلمة قالها لي الصحفي المصري الكبير السيد جبرتي ذات طفولة صحفية:
تأكد بإن الكلمة مثل الرصاصة إذا خرجت لا يمكن استرجاعها”.
وقال: بوسعك ان تكرمش مائة ورقة وترميها في السلة لتخرج بنصف صفحة، منقحة بعناية.
القانون للأسف لا يعفي المغفلين، وكذلك الصحفيين.