منصة الصباح

اغسلونا بصابون نسيانكم!

 

عبدالرزاق الداهش

—————
أنفقنا أكثر من سبعين سنة، نركض في غابة الابجدية، نتصيد الكلمات في حب القدس، مدينة السلام!
جففنا أنهارا من الحبر، ونحن نشيد هضابا من الشعر، لأجل فلسطين!
كوّمنا اطنانا من الورق في ارشيف الجامعة العربية، حول فلسطين قضية العرب الأولى، والقضية المركزية!
فلسطين في الحقيقة لم تكن قضيتنا، ولم تكن جرحنا، كانت مشجبا نعلق عليه كل مناديل خيباتنا.
بحجة فلسطين سجل العالم العربي (صاحب أكبر كنوز الجيولوجيا) أرقاما تاريخية، من 80 مليون أمي، إلى 190 مليون فقير، وليس نهاية بعشرين مليون نازح.
وبحجة فلسطين استورد العالم العربي كل أنواع الاسلحة، وكل أنواع مكبرات الصوت، وكل أشكال القفزات الخشبية.
وبحجة فلسطين صار لنا في العالم العربي، عواصم مفروشة للايجار، وتلفزيونات، واحزاب، وحناجر مفروشة للإيجار.
لا تحاولوا يا أولاد غزة أن تحرجونا، فنحن لا نراكم، ونحن لا نسمعكم، ونحن لا نشم رائحة شواء لحمكم.
مشكلتنا ليست القدس، ولا أولى القبلتين، ولا علبة السردين البشري التي يسمونها غزة.
مشكلتنا اليوم تتعلق بسعر الدولار، واستخراج زكاة الفطر نقودا أو فاصوليا، ومطبخ منال العالم، والمسلسلات التركية المدبلجة.
مشكلتنا اليوم تتعلق بارتفاع اسعار معجون الطمام، وكأس ألعالم القادمة، وطلاق ياسمين عبدالعزيز.
اعتبرونا مجرد بقع عنيدة، واغسلونا بصابون نسيانكم.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …