منصة الصباح

بازار الملكية!

 

عبدالرزاق الداهش

قصر باكنجهام هو معلم سياحي، أكثر من كونه مقرا سياسيًا.
الملك تشارلز الثالث يحكم مربع القصر. أما خارجه فلا سلطة له حتى على إشارة ضوئية، بشارع اوكسفورد.
مرت على الملكة الراحلة اليزابيث الحرب العالمية الثانية، وحرب السويس، وفيتنام، وجزر الفوكلاند، والثورة الصينية.
لا علاقة لقصر باكنجهام لا بالحرب، ولا هبوط الاسترليني، وربما يتعرف تشارلز على نتائج الانتخابات من البي بي سي.
فالملكية الدستورية هي أقرب للفلكلور السياسي منه للسياسة، وإلى النصب التذكاري منه للمنصب.
تشارلز الثالث ملك بريطانيا، تولى ولاية العهد وهو يرتدي حفاظات الاطفال، ليكون ملكًا وهو في أخر العمر.
العملية لا علاقة لها بالتداول السلمي للسلطة، هي حالة بروتوكولية محكومة بسجل الأحوال المدنية، وليس سحل الناخبين.
انقرض ملوك، وقياصرة، وأباطرة القرون الوسطى إلا في عالمنا العربي.
الملك العربي هو رئيس الدولة، والحكومة، والمخابرات، ومصلحة السجون، ودار الافتاء، وجمعيات الخيول.
والملك العربي هو مصدر السلطات، ومصدر الالهام، ويضع رأسه في الزواج، والطلاق، وفي نشرة الاحوال الجوية.
ملوكهم كيفوا انفسهم مع العصر بكل مستحضراته، وملوكنا يريدوننا ان نتكيف مع الماضي بكل مشتقاته.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …