منصة الصباح

معلمة رسم

سألني باستنكار: كيف تتقاضى معلمة رسم مرتبا أعلى من مهندس معماري، وحتى طبيب عام؟
المقصود هي مادة الرسم، وليست المعلمة، وإلا لماذا لم يتم استدعاء معلمة التاريخ لمقارنة كهذه.
علما بأن ثلاثة ارباع التاريخ المقرر في المدارس مجرد ادعاءات سياسية، وسلوك تعويضي لأمم فاشلة.
أما الحقيقة الامريكية فتأكد بأن الدولة التي بلا تاريخ ولا هذا الطوطم، هي الأقوى، اقتصاديًا، وسياسيًا، وعسكريًا، وعلميًا.
ازدراء مادة الرسم يعود على الأرجح لنفس أسباب الاحتفاء بالماضي، أو بمجهول لن يرجع.
والسؤال: هل تستحق مادة الرسم هذا الازدراء، وهذا التسطيح حتى من معلم الرسم أحيانا؟
الذي صمم لنا شكل السيارة، والساعة اليد، وعلبة الحلوى، والهاتف المحمول، وناطحة السحاب هو رسام.
اما تجار السيارات، وسماسرة العقارات، وأساتذة التاريخ، فلم يصمموا حتى شكل علبة كبريت
لا يمكن ان يكون معماريا على قدر مرتفع من العبقرية ما لم يكن رسامًا.
ولا يمكن ان تكون مصمم سيارات، أو قنينات العطور، فائق المهارة ما لم تكن رسامًا.
مادة الرسم تعطيك قدرة على التخيل، وقدرة على التجاوز واللا نمطية.
الرسم ليس زائدة تعليمية، إلا بالنسبة للشعوب التي ليس لها أي مساهمة في منتجات الحضارة.
انها الشعوب التي تنصب خيمتها في صحراء الماضي، دون أية قيمة مضافة.

عبدالرزاق الداهش

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …