منصة الصباح

اسكمبيل البحث العلمي

عبدالرزاق الداهش

ما من أحدٍ مازال يتذكر البقرة الليبية، والتي تُسمّى العربية، بحجمها الصغير، وانتاجيتها القليلة..
لم تكُن البقرة الليبية مُكلفة، فهي تعيش على المتوفر في البلاد، وتتعايش مع أسوأ الظروف، ولا تحتاج حتى لرعاية بيطرية..

دخلت علينا بقرة الفرزين الهولندية، بانتاجيتها العالية، بفارق يلامس الاربعة أضعاف، ولكنها مطلبية، تحتاج إلى علفٍ مُركز، وحضائر مكيّفة، وخدمة بيطرية.
وراحت البقرة الليبية الصابرة، تختفي بعد أن كانت العون في السقاية، والحرث، حتى انقرضت في بلدٍ لا يعرف بنك السُلالات..

ما حدث مع البقرة الوطنية، لم يحدث مع الجمل الوطني، والسبب يعود إلى مراكز الادأبحاث الاوروبية التي لا يعنيها هذا الحيوان الصحراوي..

فالإبل لا وجود لها في الأطباق الأوروبية، ولا مزارع الاوروبيين، أما بالنسبة لنا، فهو كثير الحضور في مدوناتنا الشعرية..

والكلام عن البقرة الليبية، ينسحبُ على كل شيءٍ من الدجاجة، إلى شجرة الفاكهة البلدي، دون أن نغفل حتى البطيخ الليبي..

لم نُحسّن سُلالة البقرة الليبية، لتكون أكثر إنتاجية من ناحية، وأكثر قدرة على التكيّف مع بيئتنا من ناحيةٍ أخرى..
تورطنا في توريد سلالاتهم المُحسّنة، وبذورهم المُحسّنة، ونباتاتهم المُحسّنة ثم كان علينا توريد الأعلاف، والأسمدة، والمبيدات..
وهكذا بات لدينا قاموس لأمراض النبات، والحيوان، ومبيدات لذبابة الفاكهة، وآخر لصانعة الأنفاق.. وعلى هذا النحو، لم يعُد لنا منتوجٌ حيواني بدون تدخل بيطري، بما في ذلك الأرانب، ولم تظل لنا شجرة بدون وقاية زراعية، بما في ذلك التين الشوكي..

مراكز البحوث العلمية لافتات على البنايات، كما لو أنها زائدة إدارية، كي لا نقول دودية، لا نحن صرفنا على البحث العلمي، ولا البحث العلمي قدّم لنا ما يُقنعنا بالصرف عليه..
لا جامعات، لا بيوت خبرة، لا بعثات..

والمؤسسة الوطنية للنفط، تتولى تغطية هذا الكسل الذهني المُزمن، وطُرح اسكمبيل بستين!!

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …