عبدالرزاق الداهش
حاولت أن أضع مقارنة بين مشاهدة مباراة برشلونة وريال مدريد، في نهائي كأس إسبانيا، وبين مشاهدة مباريات الدوري الليبي.
اكتشفت أن في مباراة “كلاسيكو الأرض كما يسمونها فرجة ومتعة استثنائية.
أما مباريات الدوري المحلي فهي تنفع لنعاقب بها انفسنا.
في كأس إسبانيا شاهدنا أكثر من ثلاثة مليارات دولار تتحرك داخل المستطيل الأخضر، وهي القيمة لكبيري اسبانيا.
شاهدنا لاعب مثل لامين يامال، لم يصل السن القانونية، وتتخطى قيمته التسويقية الربع مليار دولار.
يعني نتكلم عن مليار وربع المليار دينار وهي القيمة التسويقية لأندية المجموعة الأولى، أو الثانية، زائد ثلاثة من درجة أولى كسور.
كانت مباراة الناديين الأكثر شعبية في الكون، وجبة متكاملة من المتعة والأداء العالي، والرسم التشكيلي.
ولكن الأجمل في كل المباراة جاء بعد نهاية المئة وعشرين دقيقة من اللقاء.
شاهدنا خلال المباراة أهداف رائعة، لمحات رائعة.
أما الأروع فقد كان لقطة وقوف برشلونة في طابور شرفي احتراما لفريق ريال مدريد، الخصم، والمنافس القديم الجديد.
كان بإمكان برشلونة التشفي، والشماتة في ريال مدريد، و”وحيه حيه على الريال”.
كان التعامل الراقي، والسلوك المتحضر، وتعزيز قيمة المحبة، والتعامل مع الأخر كمنافس، وليس عدوا.
هذه قيم إنسانية لا تحتاج إلى صفقات بملايين الدولارات، ولا تحتاج إلى وكلاء لاعبين، ولا تتطلب حتى مهارات خاصة.
أنها قيم متاحة للاعبي برشلونة، وريال مايوركا، وليفربول، وتحدي طمينة، وشباب الغار.
سعر تذكرة هذه القيم هو الإيمان بها.