عبدالرزاق الداهش
هل المتحف الوطني في ليبيا، أم أن ليبيا هي من في المتحف الوطني، سؤال حائر وجدتني اطرحه على نفسي.
كانت زيارة سريعة للمتحف الذي تحول إلى ورشة استثنائية، قبل أن يصير عيدا ثانيا في شهر شوال المقبل.
الزيارة أخذت اقل من مساحة ساعة، رحلة بلا تذاكر سفر، بلا تأشيرات، طفقت ازرع عبرها آلاف الأعوام.
بين ليبيا التي نعرفها، وليبيا التي يتيح لنا المتحف الوطني معرفتها، مسيرة من العصور، والأزمنة.
وبين جولة الأقل من ستين دقيقة، ورحلة الأكثر من ستة آلاف سنة (نسبية) أخرى لم يكتشفها أينشتاين.
وقفت أمام نظارات عمر المختار، فأحسست بقشعريرة، من الازمنة أمامي.
كل ما كنت أعرفه أن النظارات لتحسين البصر، إلا نظارة عمر المختار فإنها تخطف الأبصار.
في المتحف هناك محاولة ناجحة لاستنطاق التاريخ، لتفاعلات ذهنية.
يقول نيل ماكجريجور (المدير السابق للمتحف البريطاني):
“المتحف ليس مجرد مكان لتخزين الماضي، بل هو منصة لمناقشة قضايا الحاضر وفهم التحولات الثقافية.”
ويقول الشاعر الألماني غوتة:
“المتحف يحفظ الرماد الساخن للحضارات، ويشعل نار المعرفة، لكل من يجرؤ على التأمل.”
أما التحف الوطني فيقول بلغة يتقنها الراسخون في الوطن:
الشعوب العظيمة هي ايضا لا تفنى، ولا تخلق من عدم.