عبدالرزاق الداهش
عندما ترمي نحو نصف مليون دينار في حفل زفاف، وعلى قول أخوتنا المصريين “فشخرة”، فهذا يعني أنك من نادي أصحاب الملايين..
“طيب” أردت أن تُظهِرَ أنك من ذوي السبع خانات، وعرس سيتكلمون عليه سنوات، ها قد تحقّق لك ما تريد..
فهل بوسعك إثبات أن ملايينك هي كسبٌ مشروع، وتضعُ إصبعك في عين كل آكلي المشويات، وقال: “اعتمادات”؟
الناس (هكذا أو هكذا) سيتكلمون وحتى من شبع بالمشويات سيقول: اعتمادات..
لهذا عليك التوجه لمصلحة الضرائب لتأكيد أن سجلك الضريبي نظيف، ولا يوجد قرش غير مُصدَّق عليه من الضرائب..
فالجهة الوحيدة التي تُصدّق على مشروعية أموالك هي الضرائب..
المهم قبل أن تكون أمام مكتب النائب العام، يمكن أن تكون أمام “ريسبشن” هيئة مكافح الفساد ترمي عليه سجلك الضريبي، ورأسك في السماء..
وعلى ذكر الاعتمادات التي فرّخت مئات المليونيرات، لابد أن نسأل: أين مُدخراتكم؟ وأين ذهب زوجاتكم؟
لقد كنتم مُضطرين لبيع حتى أقراط بناتكم لتدبير خبز أولادكم ، اعتمادات الدينار وربع للدولار، حُسبت عليكم حتى بتسعة..
والنتيجة: كل ما خسرتموه، كسبه فرسان الاعتماداتّ وتحوّل عقارات في مصر، وتونس، وإسبانيا، وأشياء أخرى…
لا يمكن مكافحة الفساد إلا بخلق بيئة مُجتمعية طاردة للفساد..
أما أن تجهل مصدر أموال سين من الناس، وتتربع في خيمة فرحه، فهذا موضوع ليس فيه قولان..
مُشكلتنا أننا في بيئة حاضنة، تأكل نصف ليبيا، ويقولون لك: ربّي يحفظك يا حاج!!