عبدالرزاق الداهش
لماذا تنظم النيابة العامة معرضا دوليا للكتاب وما علاقتها بذلك؟
سؤال يتردد في غير وسط، وغير مكان.
(طيب) ما المشكلة لو نظمت النيابة العامة هذا المعرض؟
وما الجريرة لو نظمته مصلحة التخطيط العمراني، أو جهاز الإمداد الطبي، أو جهاز الحرس البلدي؟
فهل هناك من ضرب وزارة الثقافة على أصابعها ومنعها من تنظيم حتى معرضا كونيا للكتاب؟
القارئ الليبي يهمه توفر الكتاب، أما من ينظمه فلابد أن نقول له: شكرا جدا.
ثم أيهما أفضل أن يرى العالم الشباب الليبيين وهو يمتشق الكتب، أم تظل تلك الصورة الذهنية: مجرد مسلحين يمتشقون الرشاشات، ويشدون الشوارع؟
وأيهما أفضل أن تظهر طرابلس كمدينة آمنة، ومستقرة، أم تظل في الصورة الذهنية: في النهار مدينة أتراح، وفي الليل اشباح.
معرض النيابة العامة للكتاب قدم أكثر من رسالة مهما نحتاجها في مواجهة كل الصورة السلبية، التي صورناها لانفسنا وأصدرناها للعالم.
ثم أن النيابة العامة معنية بالكتاب، وبعمود الإنارة في الشارع، والحديقة العمومية، لأن افضل وسيلة لمكافحة الجريمة هو انتاج بيئة طاردة لها.
عندما تفتح مكتبة، وتشيد مدرسة، وتقيم مسرح تأكد أن ستقفل سجنا.
فهل لو كنا شعبا قارئا، كان سيحدث فينا ما يحدث.
معرض الكتاب ليس لمن ينظمه بل لمن يستفيد منه، وهو الطفل، والمحامي، والشاعر، والأستاذ الجامعي، وموظف الزراعة، وحتى وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية!