عبدالرزاق الداهش
لا هارس ربحت المناظرة، ولا ترامب خرج خاسرا
من أخفق هو الصحافة التي لم تكن موفقة في إدارة المناظرة بمهنية.
الفريق المحاور لم يكن محايدا، ولم يقدم أسئلة متوازنة.
فبينما كانت الأسئلة تظهر أفضل ما في هارس، كانت بالمقابل تظهر أسوأ ما في ترامب.
ربما أكون اكثر ميلا للمرشحة هارس، ولكن في الصحافة كما في الدين، (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا)
سيطر على الحوار حمل زائد من خطاب شيطنة الأخر، استعانة بمخزون الماضي وما يحتويه من إدانات لهذا أو ذاك.
وهكذا كانت عملية كسب الناخبين من خلال اظهر فشلت فيه انت، وليس ما ابتكره أنا من حلول.
بثت المناظرة عبر قناة آي بي سي نيوز الأمريكية.
القناة مملوكة لشركة والت ديزني الأمريكية وهي التكتل العملاق في صناعة الترفيه.
وهذا لا يعني ان والت ديزني قد وجّهت الحوار، فالشركة تستثمر في سوق الاقتصاد لا بزار السياسة.
ولابد ان نراعي ان هذا السجال موجها إلى الناخب الأمريكي، والوعي الجمعي الأمريكي، والمزاج الأمريكي.
وتبعا لذلك ليس بالوسع الحكم على المناظرة إلا من خلال حصالة الناخبين لكل مترشح، والفرق بين ما قبل، وما بعد المناظرة.
ويبقى السؤال: متى نرى مثل هذه المناظرة في اوطاننا حتى على نواقصه؟