منصة الصباح

ظل أمي

عبدالحكيم كشاد

قال تشيخوف :

لقد توفيت منذ دقيقتين ’ وجدت نفسي هنا وحدي معي مجموعة من الملائكة ’ وآخرين لا أعرفهم ’ توسلت أن يعيدونني إلى الحياة من أجل زوجتي التي لاتزال صغيرة ’ وولدي الذي لم ير النور بعد لقد كانت زوجتي حاملا في شهرها الثالث . مرت عدة دقائق أخرى جاء أحد الملائكة يحمل شيئا يشبه شاشة التلفاز أخبرني أن التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيرا .. الدقائق هنا تعادل كثيرا من الأيام هناك

تستطيع أن تطمئن عليهم من هنا . قام بتشغيل الشاشة فظهرت زوجتي مباشرة تحمل طفلا صغيرا .. الصورة كانت مسرعة جدا الزمن كان يتغيّر كل دقيقة كان ابني يكبر ويكبر وكل شيء يتغير’ غيّرت زوجتي الأثاث استطاعت أن تحصل على مرتبي التقاعدي دخل ابني المدرسة ’  تزوج أخوتي الواحد تلو الآخر’ أصبح للجميع حياته الخاصة . مرت الكثير من الحوادث في زحمة الحركة’ والصورة المشوشة لاحظت شيئا ثابتا في الخلف يبدو كالظل الأسود . مرت دقائق كثيرة ولا يزال الظل ذاته في جميع الصور كانت تمر هناك . سنوات كان الظل يصغر حتى أراه جيدا لقد كان ملاكا عطوفا لم يقم فقط بتقريب الصورة بل عرض المشهد بذات التوقيت الأرضي ولازال هنا قابعا في مكاني أبكي ..  لم يكن هذا الظل سوى  أمي !

شاهد أيضاً

الـولاء للـــوطن

مفتاح قناو لا يمكن للمواطن الليبي العاشق لتراب هذا الوطن أن يكون شيئا أخرا غير …