منصة الصباح
جمعة بوكليب

طيفُ مدينة…أطيافُ وطن

زايد…ناقص

جمعة بوكليب

روايةُ عماد الدين المدولي الجديدة المعنونة:” طيفُ مدينة” صدرت عن دار الوليد عام 2024، تبدأ في مدينة اسطنبول وتنتهي بنفس المدينة. تفتتح بلقاء وتختم بوداع. وفي المابين تتحول إلى كابوس، ينقل إلينا فظائع ما حدث في عام 2013-2014 في مدينة بنغازي. بطلها شابٌ على وشك الزواج، يتحوّل إلى سجين بالصدفة، ثم إلى مُهجّر، تاركًا خلفه طفولته وصباه وشبابه وأصدقاءه وذكرياته، هربًا من الموت.

روايةٌ صعبةُ القراءة. ليس بمقدور البعض تحمّل قراءتها حتى النهاية من شدّة الألم. يتصدّى المدولي إلى رصد ما يحدث في السجون، التي ظهرت فجأة في الحرب مثل طفح جلدي، ويرصد ما يحدث داخلها من انتهاكات وفظائع.

أدبُ الحرب، ورواياتُ الحرب ليس من الممكن تفاديها في منظومة الأدب الليبي، بعد أن عشنا الحرب وأكتوينا بنارها. كان الروائي جمعة الموفق، حسب علمي، أول من تصدّى في روايته(ضحايا) لرصد وتوثيق ما حدث في مدينته ترهونه من انتهاكات وحشية على أيدي عصابات الكانيات. وهاهو روائي شاب من بنغازي، يأخذ على عاتقه توثيق ما حدث في بنغازي من فظائع، ويرصد معاناة ما كان، وما يزال، يحدثُ من جرائم وراء جدران سجون مخفية.

عماد الدين المدبولي في روايته :” طيفُ مدينة” يحوّل صفحات الرواية القصيرة إلى ساحة لأسئلة عديدة، تطول كل شيء.

ويوثّق روائيًا لمعاناة فئة من فئات المجتمع تعدُّ الأكثر تضررًا من الحرب، لأنها هُجّرت قَسرًا من مُدنها وحُرمت منها. وأضحتْ تعيش مُشرّدة. فئةُ المُهجّرين من بنغازي، واسعةٌ ولا تقتصر على المتطرفين الإسلامويين. هناك مئاتٌ ممن يعادون المتطرفين، ويرفضون العسكريين، فوقعوا بين حجري رحى. وعماد الدين المدولي، في هذه الرواية، يكشف مأساة ومعاناة هذه الفئة المظلومة والمتجاهلة من مواطنين ليبيين هجّروا من مدنهم وبلداتهم غربًا وشرقًا. لكن لا أحد يلتفت إلى معاناتهم.

وتأتي رواية المدولي لترفع الغطاء، ونرى بأعيننا المأساة. طيفُ مدينة رواية المُهجّرين بإمتياز.

شاهد أيضاً

هاشم شليق

حظر السفر وتذكرة العودة

هاشم شليق  تشكل الحوادث الأمنية في الولايات المتحدة كل سنة مخاوف مستمرة بشأن السلامة العامة …