منصة الصباح
كيف يصنع الدعم النفسي فرقًا في حياة طفل السكري!

كيف يصنع الدعم النفسي فرقًا في حياة طفل السكري!

حاورتها / منى الشلحي

في ظل الارتفاع المتزايد في حالات إصابة الأطفال بمرض السكري، تتزايد الحاجة إلى فهم الجوانب النفسية التي يعيشها هؤلاء الأطفال، والدور الكبير الذي يلعبه الأهل والمدرسة والمجتمع في إحاطتهم بالرعاية والدعم.

وفي هذا الإطار، تحدثت إلينا الأخصائية النفسية د. شهد عبد المنعم عون مؤكدة أن البداية الحقيقية للدعم تنطلق من داخل الأسرة.

الأسرة… الأساس الأول للدعم

توضح د. شهد أن الطفل يستمد إحساسه بالأمان من طريقة تعامل أهله مع مرضه، فكلما كان الأهل هادئين ومتقبلين، انعكس ذلك مباشرة على استقراره العاطفي.

د. شهد عبد المنعم عون

وتؤكد أن إشعار الطفل بأن مرضه لا ينتقص من قيمته أو قدرته على الحياة الطبيعية يمثّل حجر الأساس في بناء ثقته بنفسه.

كما تضيف أن مشاركة الطفل في خطوات العلاج — كقياس السكر أو اختيار الوجبات — بطريقة مشجعة، تساعده على فهم وضعه الصحي دون خوف أو ضغط نفسي.

التحديات النفسية… خوف وإحساس بالاختلاف

تشير د. شهد إلى أن الخوف من الإبر أو من انخفاض مستوى السكر المفاجئ من أكثر ما يقلق الطفل. كما يعاني بعض الأطفال من شعور بالاختلاف عن أقرانهم، وهو ما قد يرفع مستوى القلق لديهم بشأن المستقبل.

وهنا تشدد على ضرورة شرح ما يحدث لجسم الطفل بأسلوب بسيط يناسب عمره، مع ترك مساحة للتعبير عن مشاعره بحرية، لأن الكبت قد يزيد معاناته. وتشجع على دمجه في الأنشطة التي يحبها حتى لا يشعر بأن المرض يقيّده.

المدرسة والمجتمع… دائرة دعم لا غنى عنها

تؤكد د. شهد أن المدرسة شريك أساسي في رعاية الطفل نفسيًا وصحيًا، عبر توفير بيئة آمنة وتوعية المعلمين والزملاء بكيفية التعامل معه في الحالات الطارئة، إضافة إلى مراعاة احتياجاته الغذائية.

وترى أن الأنشطة التوعوية داخل المدرسة والمجتمع تساعد في إزالة الوصمة ونظرات الشفقة، وتمنح الطفل ثقة أكبر في محيطه.

رسالة أخيرة

تختتم د. شهد بقولها:

“كل طفل مصاب بالسكري هو بطل صغير… يحتاج فقط إلى دفء الفهم، لا قسوة التذكير، وإلى كلمة دعم تقوده نحو حياة أكثر أمانًا وأملاً.”

شاهد أيضاً

البحر كلوحة، والفن كرحلة: حكاية محمد الشركسي

البحر كلوحة، والفن كرحلة: حكاية محمد الشركسي

حنان علي كابو بين الموج والألوان، وفي مدينة لا تعرف أن تعيش بلا بحر، يواصل …