منصة الصباح

 ضرب الأطفال في المدارس

 

قد يعتقد بعض الآباء والأمهات أنّ الضرب هو أمر أساسيّ في التربية فمنذ القدم والأمهات تلجئن إلى ضرب أبنائهن  لكي يصغوا لأوامرهن ولكي يتربوا على الأخلاق بل وقد تقوم بعض الأمهات بتشجيع المعلم على ضرب إبنها أو إبنتها ولكن هل هذه هي الطريقة الصحيحة  للتربية سواء في البيت أو المدرسة؟؟

بالتأكيد لا.. فكل الدراسات أشارت إلى أن ضرب الأولاد خاصة في المدارس له تأثير سلبيّ على نفسيّة الطالب وقد يتغيّر سلوكه مستقبلاً إلى الأسوأ نتيجة تلك  المعاملة.

إن ضرب الأولاد في المدارس ممنوع قانوناً في العديد من الدول المتحضّرة  وقد يؤدّي الضرب إلى إنعزال الطالب عن الآخرين حيث يصبح الطالب خائفاً من الذهاب إلى المدرسة والإندماج مع أقرانه لما يتعرّض له من إحراج بسبب ضربه أمام أصدقائه وربما يكون هذا الطالب قادراً على أن يكون من المتفوّقين ولكن مستواه الدراسيّ يأخذ بالتدنّي نتيجة التأثير السلبيّ على شخصيّته  ولقد زادت نسبة الضرب في المدارس في دولنا العربيّة وأصبحت فيديوهات معاقبة الطلاب بالضرب تملأ شبكة الإنترنت  و لا زالت دولنا تعاني من الأمية إذا فلماذا يلجأ المعلم إلى استخدام هذا الأسلوب مع طلابه؟ لقد أشارت الاستطلاعات أنّ المعلم في وقتنا هذا يعاني من قلّة هيبته أمام الطلاب ولكي يتغلّب على هذا الأمر أصبح يلجأ إلى الضرب لكي لا يفقد هيبته أمام طلابه وبالتأكيد فإنّ أيّ معلم يفكر بهذه الطريقة الخاطئة سوف يُنتج للمجتمع مزيداً من الأمة الجاهلة لأن هيبة المعلم لا تأتي بالضرب بل بالتعامل الجيد مع طلابه مهما كان مستوى الطالب متدنياً لأنّ مهمته أن يعلم ويربي أجيالا قادرة على نفع مجتمعها ولديها شخصيّة قويّة.

الضرب في علم النفس

في علم النفس يُنظر إلى الضرب على أنّه أضعف وسيلة للتربية ونتائجها مؤقّتة فقد ينصاع الطفل إلى الأوامر عند ضربه في الحال ولكن على المدى البعيد فإنّ الضرب يحدث العديد من المشاكل للطفل خاصّة عن وصوله مرحلة المراهقة فسيصبح هذا الطفل المعرّض للضرب باستمرار إمّا شخصاً عدوانيّاً أو على العكس يصبح إنساناً ضعيف الشخصية مهزوز ويخاف ممّن هم حوله ولهذا كله فقد لجأت الكثير من الدول العربيّة إلى تعديل قانون الضرب في المدارس أو أي مؤسسة تعليمية بمعاقبة المعلم بالحبس لمدّة لا تقلّ عن ستة شهور وقد بدأت السعودية ومصر في تطبيق هذا القانون لأنّه لكي ترتقي بمجتمعك يجب أن يكون لديك مجتمع متعلم على قدر عالي من الثقافة والضرب ليس هو الطريقة للوصول إلى هذا المجتمع.

المصدر :- /mawdoo3.com

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …