كتب /علي الأسود
سعادة جماهيرية كبيرة تلك التي عمت الشارع الرياضي، وقد بدا ذلك واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما عبّروا عن شكرهم وامتنانهم للمبادرة العظيمة التي أقدمت عليها الهيئة العامة للشباب والرياضة، متمثلة في شخص رئيسها الدكتور بشير القنطري، بإيفاد مجموعة من الرياضيين القُدامى والشخصيات الرياضية التي قدّمت العطاء الغزير لهذا الوطن الغالي للعلاج في الخارج على نفقة الدولة.
ونحن من جانبنا نقول: إن ما أقدمت عليه الهيئة يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ الرياضة الليبية، إذ لم يحدث في السابق أن قامت أي جهة رياضية، أو غيرها بإيفاد مثل هذه المجموعة للعلاج في الخارج. وبهذه المبادرة يكون رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة قد بعث رسالة مهمة، لكل المسؤولين عن الرياضة بمن فيهم الأندية، بضرورة الاهتمام بالرياضيين القُدامى والشخصيات الرياضية الذين كانوا بالأمس ملء السمع والبصر، وأصبحوا اليوم يعيشون أوضاعاً اجتماعية صعبة، تحت وطأة المرض والفقر، وسط غياب داعم مادي وقانوني يقيهم نوائب الحياة، ويضمن لهم العيش الكريم.
وانطلاقا من الحديث الشريف بأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، نقول شكراً عميقاً لرئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة على هذا الاهتمام المباشر والمتابعة المستمرة لأحوال أبناء الرياضة .
شكراً لأنك وضعتنا جميعاً أمام روح جديدة وعطاء كبير لتصحيح المسار الرياضي، وخريطة الرياضة بشكل عام، وهنا نُطالب الجميع بضرورة التكاتف والتعاون مع الهيئة العامة للشباب والرياضة، خاصة بالنسبة لهذا الجانب الاجتماعي الإنساني، فاليد الواحدة لا تصفق، وهذا يجرنا على المطالبة بضرورة التفكير جدياً بإنشاء وتدشين صندوق لعلاج الرياضيين القُدامى والشخصيات الرياضية، وأن يُساهم الجميع في تمويل هذا الصندوق طوعاً وليس اجباراً، وأقصد هنا بالجميع كل من نجومنا الحاليين، وكل من يعمل في المجال الرياضي، وأن يتذكروا أنه قد يواجه بعضهم مثل ما يحدث اليوم مع أولئك الذين كانوا بالأمس يصولون ويجولون في الملاعب في عهد كانت فيه الرياضة هواية خالصة وانتماء حقيقي، ومن الجحود إنكار ما قدّموه على مدار سنوات طويلة من عمرهم .