دعا رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط المهندس مصطفى صنع الله إلى ضرورة تطوير برنامج مدروس للتحوّل الاقتصادي في ليبيا إلى جانب العملية السياسية، وذلك من أجل وضع حد للمنافسة على الثروة النفطية الليبية.
حيث استعرض رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، في كلمة ألقاها بالمجلس الأطلسي- وهو أحد أبرز مراكز الأبحاث في العالم- يوم الجمعة 18 أوكتوبر جملة من الحلول ذات الصبغة الفنية لتحقيق ذلك، بدءا من مبادرات الشفافية المالية وإصلاح نظام الدعم وصولا الى إعادة هيكلة حرس المنشآت النفطية وتخصيص صندوق لفائدة مختلف المناطق المجاورة للعمليات النفطية.
وعلى الرغم من حالة الصراع شبه الدائم التي تشهدها المؤسسة الوطنية للنفط على مدار السنوات الأخيرة الماضية، وحملات التضليل الواسعة التي تهدف إلى تشويه صورة المؤسسة وزعزعة ثقة الشعب فيها، الا ان المهندس مصطفى صنع الله حافظ على تفاؤله، حيث صرح قائلا:” لكل مواطن ليبي مصلحة في نجاح المؤسسة الوطنية للنفط، ليس فقط لأن الشعب الليبي هو المالك الفعلي للمؤسسة، بل لأن جميع الليبيين يعتمدون عليها.
ان المؤسسة الوطنية للنفط قادرة على تحقيق إنجازات عظمى في حال توفّر الظروف المناسبة لذلك.”
كما حذّر رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط من خطر مزاحمة قطاع النفط للقطاعات الاقتصادية الأخرى، وحث في نفس السياق على الابتعاد عن نظام الاستحقاق والبدء في تبنّي نظام قائم على الدخل المكتسب، حيث أعرب قائلا:” لدى ليبيا قطاعات أخرى واعدة الى جانب قطاع النفط. نحن بحاجة الى تقرير مصيرنا بأنفسنا وتطوير استراتيجيتنا الخاصة من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني. وعلى شباب ليبيا تطوير روح المبادرة لديهم والاعتماد أكثر على أنفسهم، كما أنّ على مؤسساتنا واجب خلق المزيد من الفرص. ويجدر بالوزارات المختصة تحمل جانب كبير من المسؤولية ازاء تمكين الجميع من اكتساب مهارات عملية، إضافة إلى الحرص على إزالة كافّة العراقيل التنظيمية التي تشكّل عائقا أمام تأسيس الشركات في القطاع الخاص. ”
وقد أشاد كريم ميزران الباحث المقيم بالمجلس الأطلسي بالجهود التي يبذلها صنع الله قائلا: “لقد أظهر مصطفى صنع الله قدرة كبيرة على المحافظة على فاعلية الجانب الفني لعمل المؤسسة الوطنية للنفط، مساهما بذلك في الحفاظ على وحدة العاملين، وضمان سلامتهم، وحماية المنشآت النفطية بمختلف المواقع. كما أظهر السيّد صنع الله صبرا وذكاء استثنائيين في التعامل مع الوضع السياسي الهش في ليبيا.”