الصباح/ حنان علي كابو
صناعة النشر والكتاب الورقي تتراجع تدريجيا.. تحت هذا العنوان أعلنت الناشرة والكاتبة جيهان إسماعيل المسؤولة عن دار جين للنشر والتوزيع تصفية مكتبة عمر المختار بالبيضاء، ووصفته بأنه ” خبر حقا محزن”
ارتفاع تكلفة الطباعة
اوضحت الكاتبة والناشرة الأستاذة جيهان أسباب تراجع الكتاب الورقي قائلة ” ليس فقط بسبب الانترنت والكتاب الصوتي أو لأنه لا يوجد قراء، فهناك من يحب الكتاب ويقتنيه لكن الناشر مع ارتفاع تكلفة الطباعة ترتفع اسعار الكتاب لذلك يبتعد القاريء.
وأضافت إنها منظومة تكمل بعضها مشيرة إلى حديثها المتكرر عن معارض الكتاب المحلي وأنها فرصة للتسويق فقط وأنهم بحاجة إلى توفير مكان ودعاية مكثفة قبل انطلاق المعارض .
غياب الدعم
تفكر الأستاذة جيهان بالانسحاب من عالم النشر والتصفية أيضا حيث تقول “بصراحة شديدة منذ عام وأنا أفكر في الانسحاب والتصفية لولا حبي لهذه المهنة، وهي مهنتي الوحيدة ليس لدي مصدر آخر لذلك أحاول الاستمرار وفعلا نحن نعاني كناشرين وهذا ليس في ليبيا فقط بل في كل الوطن العربي الجميع يطالب بالدعم للاستمرار “.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تعلن مكتبة كتب عن تصفيتها واغلاق أبوابها فقد سبقتها دور نشر أخرى، وفي هذا الصدد أشارت إلى أنه
منذ سنتين أو ثلاثة تقريبا أغلقت مكتبة نور الهدي بالبيضاء وتم تصفيتها، لافتة إلى مطالبتها كثيرا ببرنامجها ” دندنات” باذاعة الجبل الأخضر البيضاء بدعم صاحبها في دفع تراكم الايجار دون جدوى، مضيفة: اليوم تلحق بها مكتبة عمر المختار ولها عمر أكثر من عشرين سنة تتم تصفيتها واغلاقها لتحويل المكان لنشاط مربح وعرض المكان للايجار..
متاجر التوزيع وصفات اون لاين .
واضافت منذ فترة والمسؤول عن المكتبة يشكو وأنها كانت تحاول دعمه معنويا للاستمرار حتى أنها اعطته من إصداراتها فواتير عن المبيع لكي يستمر، لكن هناك ظاهرة بدأت تنتشر بالبيضاء حيث تقوم صفحات أون لاين ومتاجر بالتوزيع على الفيس بوك وهذا أثر عليهم كثيرا، فهناك مئات من الشباب والبنات يبيعون كتب على الانترنت.”
التحديات وجهود التعزيز
أصبح تراجع صناعة النشر والكتاب الورقي يثير القلق كثيرا ، خاصة مع ارتفاع تكلفة الطباعة وتأثير التكنولوجيا الحديثة، فهناك تحديات تواجه دور النشر، بما في ذلك المنافسة مع صفحات البيع عبر الإنترنت.
وقد تم رصد أبرز التحديات التي تواجهها، وتتمثل في:
غياب الدعم الحكومي، حيث تُعد صناعة النشر في ليبيا من الصناعات التي تفتقر إلى الدعم الحكومي، حيث إن غياب هذا الدعم يؤثر سلبًا على استمرارية هذه الصناعة.
ارتفاع تكاليف الطباعة والنشر والتوزيع أحد العوامل المؤثرة على قدرة الناشرين على إنتاج كتب بأسعار معقولة للقُرّاء.
ضعف المبيعات وقلة الإقبال على القراءة يؤديان إلى تراجع صناعة النشر.
الرقابة على الكتب والمطبوعات تُعد عائقًا أمام حرية النشر والتعبير.
تحديات توزيع الكتب في مختلف المناطق الليبية بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية.
وعلى الرغم من ذلك هناك جهود لتعزيز صناعة النشر في ليبيا منها:
دعم الناشرين المحليين، تشجيع القراءة والكتابة، تطوير صناعة النشر من خلال التدريب والتأهيل، إضافة إلى المشاركة في المعارض الدولية لتعزيز انتشار الكتاب الليبي.