منصة الصباح

صناعة الروايات العاطفية

   عن مجلة CLAIMOUR

ترجمة : عبد السلام الغرياني

الروايات العاطفية صناعة أدبية تبلغ قيمتها مليار دولار.

في عام 2016 ، شكلت هذه الروايات 23 ٪ من إجمالي سوق الرواية ، وتتفوق باستمرار على جميع الأنواع الأخرى . ومع ذلك ، ما زالت تحت خانة «المتع الآثمة».

نعرف هذه الروايات في وقت نصحبها معنا على الشاطئ وقت الاستمتاع بالعطلات. هذا النوع من الكتب التي تنتظر فيها الفتاة التي تعيش المحنة أن يأتيها البطل لينقذها ومن ثم يعيشون بسعادة دائمة. ولكن خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك ، بدأ هذا التصور في التحول ، وذلك بفضل القصص المثيرة التي ظهرت بدقة والتي تتسم بالحيوية والتسوية.

“في كثير من الأحيان يسمع الناس عن رواية رومانسية ولديهم صورة محددة للغاية في أذهانهم: ربما رواية تاريخية ربما رواية بغلاف مميز تحمل صورة حسناء بفستان ضارب الى الحمرة، وشعر مسترسل» ، تقول (سارة ويندل)، المؤلفة المشاركة لكتاب (ما وراء صدر الفستان).

“قد يتبادر إلى الذهن أيضا الروايات المثيرة الحديثة ، أو التقلبات التي تتناولها هذه الروايات العاطفية. وبقدر وجود أفلام عن الفضاء مثل ( حرب النجوم )، فهناك العديد من الروايات المختلفة والرائعة التي يمكن تصنيفها روايات عاطفية.« تضيف. إن الصورة النمطية التي تصفها (ويندل) هي في الحقيقة : عن رواية رومانسية ، عادة ما تكون حول موضوع معين، تشابهت في تكرارها و فكرتها الأساسية الواحدة، منذ أن توالت إصداراتها بغزارة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بعد صدور رواية كاثلين إي.

وودويز «الشعلة والزهرة» التي نشرت عام 1972 – قصة حب إشكالية بين الساذجة (هيذر سيمونز) والمغامر المفعم بالحيوية الكابتن ( براندون برمنغهام) – اجتاح السوق جيل جديد من الروايات العاطفية المبتذلة، في حين خرجت من طيها الروايات العاطفية لعصرنا الحالي، مع مرور الوقت تطورت هذه الروايات متجاوزة أصولها التي ظهرت في السبعينيات، كما هو الحال مع أي شكل من أنواع الترفيه، التي تتماهى مع زمنها.

مع ذلك، عندما تسأل شخصا ما رأيه عن الروايات العاطفية سرعان ما يفرقع أصابعه ويربط تلك الروايات بالزوجات الشبقات، قائلا أن تلك الكتب مرتبطة دائما بالتخمين غير المتوقع عن الحب والجنس، أو ما يوصف بالمتع الاثمة. هذه المواقف منتشرة لدرجة أن الروايات العاطفية يتغاضى عنها عالم الأدب. رغم أن هذه الكتب صناعة جلبت مليار دولار – وهذه الروايات تتفوق باستمرار عن الأجناس الأدبية الأخرى – موقعان وحيدان على شبكة الانترنت ينشران عمودين عاطفيين شهريا . و صحيفة نيويورك تايمز ، التي تضم قائمة أكثر الكتب مبيعا بها مؤلفون يكتبون روايات عاطفية، نشرت عمودا فصليا فقط حول هذا الموضوع العام الماضي.

هذا النوع من الكتابة ما زال قائما، في عام 2016 شكلت الأعمال العاطفية نسبة 23 % من إجمالي سوق الرواية، وهذه الروايات ، التي يبلغ عدد قراءها 82 % من الإناث ، قد صنعت جمهورا كبيرا، و ما يزال ينتشر أكثر من أي وقت مضى، «كل ما يجري في العالم ، ومهما حدث للنساء أو المهمشين ، يحدث على صفحات الروايات الرومانسية، تقول الروائية وكاتبة العمود بواشنطن بوست سارة ماكلين، «ولكن مع الوعد بأن كل شيء سيكون على ما يرام. وبغض النظر عن مدى سوء الحالة ، سيأتي حسن الحظ بعد ذلك « تضيف. تتضمن بعض قضايا اليوم التي نراها حاليا على صفحاتها « قصصا عن مهاجرين بدأوا حياتهم بأعمال تجارية في مدن صغيرة في ولاية نيويورك، أو النساء اللائي نجون من العنف المنزلي لإعادة ترتيب حياتهن. أصبحت الروايات الرومانسية أكثر شمولا الآن في موضوعاتها و أبطالها الذين قد يكونون من الشواذ أو غيرهم، المزيد من الشخصيات، من خلفيات عرقية و ثقافية ودينية مختلفة تقول ويندل.

لذلك نحتفل هذا الأسبوع بهذه الروايات بكل مجدها، وبكل تنوعاتها و مفاجأتها وحبكاتها و أماكن وقائعها عبر كل الأراضي الأمريكية وشواطئها، للكتب التي يزداد الإقبال عليها عند شريحة كبيرة من القراء، متطلعين للمشاهد الساخنة المتوافقة، أو الدفق الجديد من الروايات التي تنتهي بسعادة دائمة. وحتى التطرق عن سبب بقاء عارضي الأزياء من الذكور على أغلفة تلك الروايات.

سواء أكنت من المعجبين بشدة، أو متشكك، أو فقط بحاجة إلى كتاب جيد، نتتبع سويا – ونحن نكرم النساء- و نفكك الفكرة عن تلك الصورة النمطية للحسناء بلباسها المثير والشعر المسدل، وجعل الرومانسية واحدة من المساحات الأكثر إثارة وعناية في عالم الرواية اليوم.

شاهد أيضاً

الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يستمر في مشروعه الثقافي باصدارات جديدة

صدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق،كتابين جديدين في المسرح والشعر . ويأتي ذلك …