استطلاع وتصوير / سعاد الفرجاني
تعتبر عملية تعبئة وتغليف وحفظ الأغذية لأطول فترة ممكنة من العمليات المهمة التي تتنافس فيها الشركات لإثبات جدارتها في الأسواق حيث يستهلك العالم يوميا ملايين الليترات من العصائر والمياه .
ويعتبر التغليف الورقي من أهم أنواع التغليف والمعروف مجازا بالتتراباك نسبة إلى الشركة السويدية الرائدة في هذا المجال منذ عام 1951وترجع الأهمية إلى أن التغليف الورقي يسهل حركة البيع والنقل بالإضافة إلى جودة حفظ الأغذية لمدة تصل لعام كامل دون إضافة مواد حافظة وبحرارة الجو دون الحاجة للتبريد وذلك لأن الورق يتالف من ستة طبقات عازلة للحرارة وعوامل الجو الخارجية .
وتتنافس شركات صناعة الورق حول العالم في تطوير هذ التكنولوجيا حيث أعلنت أحدى شركات الألبان في اليابان طرح عبوات تعمل بتقنية النانو أطلق عليها العبوات الذكية منعا للغش التجاري في تغير تاريخ الصلاحية حيث يتغير لون العبوة الخارجي مع اقتراب انتهاء الصلاحية .
وتعتبر تقنية التغليف الورقي من أفضل أنواع التغليف والأكثر سرعة بالانتشار حاليا .
لهذا ولكثير غيره التقت ( صحيفة الصباح ) بعدد من المتخصصين في هذا الجانب ورصدت مجموعة من المعلومات في مجال التعبئة والتغليف ..
البداية كانت مع عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة بجامعة طرابلس ومدير عام إدارة البناء المؤسسي والتنمية البشرية بوزارة التخطيط الدكتورة / فطيمة وفا :
تهدف صناعة التغليف لحماية الغذاء من الثلوت إن مواد التغليف ليس في ليبيا فحسب إنما في جميع دول العالم تعاني من نظرة المستهلك لها بإعتبار أنه لايراها الابعد إن تصبح جزء من المخلفات موضحة : أن مادة التغليف هي وجه المادة الغذائية سواء في عمليات الدعاية في التلفزيون أو الإعلانات في الشوارع والطرقات ولهذا فان الاهتمام بها في واقع الأمر جاء من باب دعائي واقتصادي بالدرجة الأولى ولكن لها ادوار أخرى أكثر أهمية منها وهي حماية المادة الغذائية من إعادة الثلوت مهما كانت درجة الحفظ وإذا لم تصاحبها عملية تغليف جيدة فأنها تؤدي لضياع المادة الغذائية والتي تسبب في خسارة مالية واقتصادية على حد سواء
ونوهت : أن المادة الغذائية بشكل عام تعمل على دعم الصحة العامة لعدة أسباب لأنها توفر مواد صحية خالية من التلوث تستخدم في المستشفيات والغذاء المدرسي لذلك الاهتمام بالتغليف يعني الاهتمام بالصحة وبالجانب الاقتصادي وتوفير فرص عمل للشباب .
والتغليف تقول : هو صناعتين الأولى صناعة مواد التغليف كالزجاج والعلب المعدنية واللدائن وهذة الصناعة تدعم الصناعات الأخرى حيث لا توجد مادة تباع في الأسواق العالمية بدون مادة تغليف إذا هي من اكبر الصناعات تقدما وبالتالي الاهتمام بها هو اهتمام بصناعة متعددة وقد تشمل أيدي غير مدربة وأفكار نيرة وصناعة مواد التغليف يجب إن تكون على أسس جيدة ومنافسة للخارج وتوفير هذة المواد لحماية المواد الغذائية وتكون أمنه وإلا يتسرب جزء من مادة التغليف للمادة الغذائية لان هذا يعتبر غش وقد يحدث لا شعوريا ولكن في اللوائح المعمول بها يعد غش ويجب إن تراعى في هذة الصناعة حماية المستهلك بالدرجة الأولى
تصدير المنتج المحلي ضرورة ملحة
وذكر : رئيس قسم الدراسات والبحوث بمركز تنمية الصادرات السيد / بشير هدية : بأن أهمية التعبئة والتغليف في تطوير المنتج الليبي مهمة من اجل الانطلاق به في الأسواق الخارجية وللمركز دور فعال في هذا المجال في السنوات الماضية وهذ السنة وقد قمنا بالعديد من الورش والمحاضرات من اجل توعية المزارع وتعريف المنتج بأهمية التعبئة والتغليف وأهمية المنتج الليبي في الأسواق المحلية والدولية مشيرا إلى إن المركز يحتضن العديد من الشركات الليبية والبالغ عددها 800 شركة تعمل تحت مظلة المركز ومتخصصة في مجال الصناعة
وقال : أن المركز يعمل على خمسة ملفات وهى التمور وزيت الزيتون والعسل والصناعات التقليدية والأسماك ويسعى للاهتمام بها من أجل تسويقها خارجيا عن طريق التصدير مؤكدا : على أهمية المواصفات للمنتجات والتي يجب إن تكون على درجة عالية ومتحصلة على شهادة الايزو عن طريق مركز المواصفات والمعايير القياسية الليبي والتي من خلالها يستطيع صاحب الشركة الدخول للأسواق الخارجية .
الحصول على المواصفة لايكلف سوى 15 دينار
ويوضح : أحد مهندسي المركز الوطني للمواصفات للمعايير القياسية السيد / محمد البوصيري / إن المواصفة القياسية الليبية بحكم القانون هي مواصفة ملزمة وحاكمة لتنظيم العمل بشكل عام ففي سنة 2017 في اليوم العالمي للمواصفات الذي يوافق 14 أكتوبر من كل عام كان شعاره (المواصفات المدن الأكثر ذكاءا ) وهذا دليل على إن المواصفة مهمة في جميع مناحي الحياة وكلما طبقت بشكل جيد وأمن كلما كانت اقل تكلفة وأكثر أمناً وتحافظ على البيئة والعيش في رخاء
وأوضح : إن المواصفات الخاصة بالغذاء كثيرة وللمركز أكثر من 12 لجنة عاملة في مجال الغذاء حيث إن المواصفة التي تحدتنا عنها خاصة بالبيانات الإيضاحية من حيث الكتابة على العبوات والبيانات التغذوية والصلاحية والتي يلتزم بها مركز الرقابة على الأغذية والجهات الرقابية المعتمدة
واكد : البوصيري / إن أي شخص يرغب في الحصول على المواصفة بإمكانه التقدم للمركز ويقتنيها بمبلغ وقدره 15 دينار وهذا المبلغ يدخل لخزينة الدولة وليس كما يقال أن جهة عامة تبيعها للجهات العامة الأخرى وهذا جزء بسيط من تكلفة المواصفة لفتا : في الوقت نفسه أن تكلفة بعض المواصفات قد تكلف 60000 دينار وعادة ما تعطى المواصفة للجهات البحثية عن طريق طلبات إما الشخص المصنع يستطيع اقتنائها من المركز ودفع القيمة المحددة وتكون باسمه وهي عبارة عن إجراء إداري وروتيني .
عدم تصنيف المواصفات يعرقل المزارعين
ومن جانبه : أشار عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة بجامعة طرابلس الدكتور / محمد فنير : إلى إنه احد المهتمين بتقنيات مابعد الحصاد في موسم التمورحيث يعمل على الطرق والوسائل التي تحافظ على جودة المحصول بعد قطافه إلى أن يصل للمستهلك ونحن يقول : نهتم بطرق ومعاملات وتقنيات ماقبل التعبئة والتهيئة للجمع والتغطية والجمع من حيث نوعية التمر المراد استهلاكه إذا كان جافاً أو رطباً أو نصف جاف وبعدها ينقل المحصول لبيوت التوظيب أو الفرز والقضاء على الآفات القادمة من الحقل والتعبئة وتصريف المنتج للمستهلك في شكله النهائي والذي يتطلب جودة عالية
وقد نوه : بأنه علم مؤخرا من مركز المواصفات والمعايير القياسية بأن هناك مواصفة خاصة بالتمور على الرغم من التشابه في المواصفات الخاصة بالمنتجات الأخرى وهي متقاربة لحد ما من حيث نوعية التمور فإذا كان التمر رطب فأنت تتعامل مع نسبة رطوبة أكثر من 35 % وإذا التمر نصف جاف فنسبة الرطوبة تكون 15 أو 35 % والتمر الجاف تكون نسبة الرطوبة اقل من 20 % وهذ الأصناف متعارف عليها محليا ودوليا إما التمور المعجونة أو منزوعة النواة فهي تتبع مواصفات صناعية إما هذة المواصفات فهي خاصة بالمنتجات الزراعية
أما تصنيفها كمواصفة غذائية أو تسويقية أو تصديرية فهذا ماينقصنا كليبيين على حد تعبيره .
التشديد على تحديد الملوثات وقياسها
ويقول : الخبير في العبوات البلاستيكية السيد / نورالدين محمد : أن الفينيل كلوريد هو اقل أنواع البلاستيك مأمونية ولقد ثم الاستغناء عنه في أنتاج قوارير وحاويات العبوات البلاستيكية أووجود مونمر كلوريد الفينيل والرقابة على هذة السلع لاتسمح للعبوات البلاستيكية اللدنة حراريا التي تجلب وتورد لغرض تعبئة المواد الغذائية إلا بعد الحصول على التصريح اللازم وفق نوعية الاستخدام والتخزين ونتائج التحاليل وكذلك معرفة معدلات الهجرة للمواد المكونة للبلاستيك
كما دعا : الجهات الرقابية في ليبيا للتشديد والتنسيق مع الجهات المختصة مثل المركز الوطني للمواصفات القياسية الليبي لإصدار تشريعات ومواصفات لتحديد هذة الملوثات وقياسها .
وفي تقرير: من مركز الرقابة على الأغذية والأدوية / يوضح : أن الأجراء الصحيح والسليم هو عدم استخدامها في التسخين أو وضع غذاء لايتماشى مع طبيعة البلاستيك مثل الأغذية الحامضية وفي تعبئة المياه اما مايخص الأفلام الشفافة فتستخدم في تغليف وتعبئة الفواكه والخضروات بجميع أنواعها وفي تعبئة اللحوم الحمراء والدواجن المبردة ويجب إن تحتوي على علامة الشوكة والسكين على هذة العبوات
ويشير التقرير الصادر عن المركز : أن المشكلة في ليبيا لايوجد تشديد على كتابة رمز الاستخدام الغذائي للأكياس المنتجة محليا وهنا مشكلة وهو احتمال أنها مصنعة من عدة أنواع رديئة أو المستوردة لغرض تعبئة المواد الغذائية بدون علامة تدل على أنها للاستعمال الغذائي وهذا دور الدولة المتمثلة في الجهات المعنية بهذ السلع سواء المشرعة مثل المركز الوطني للمواصفات والمعايير القياسية أو مركز بحوث اللدائن والهيئة العامة للبيئة ومركز الرقابة على الأغذية
وفي الختام : نستطيع القول أن مشروع تعبئة وتغليف المواد الغذائية من المشاريع المطلوبة في أي سوق في أي بلد فهو من المشروعات الهامة والتي تدر ربح وعائد كبير على صاحبها ويمكن إقامة المشروع برأس مال محدود وهناك نماذج كثيرة لرواد إعمال قاموا بإنشاء هذا المشروع وحققوا نجاحا باهرا وذلك بعدما قاموا بالتسويق الجيد للمشروع ومنتجاته على المستويين المحلي والعالمي .